الدول لا يتم بنائها بمراسم ومواكب الرؤساء والقادة، ولا بوثائق العهد القبلية، ولا بتقديم الدروع والأنواط والأوسمة، ولا بشهائد التقدير والتبجيل، ولا بألقاب أصحاب الجلالة والسيادة والفخامة والمشيخة والباشوية، ولا بمواكب السيارات الفارهة والدراجات النارية، ولا بفرش السجاد الأحمر والتجوال بين المطارات، وليس حتى بطابور الشرف والعلم والوقوف للنشيد بوضع الأيادي على القلوب، ولا بدلة أنيقة باهضة ماركة “بريوني”، كل هذه شعارات زائفة كاذبة، لقد سئمناها وصارت مقرفة، بلادنا ضمن الأكثر فسادًا في كوكب الأرض، وحاجتنا اليوم هي للشرفاء دون غيرهم، الفقراء يريدون الخبز والمأوى ومكان للتداوي من الأمراض، كما أنهم يحتاجون للعدالة والسلام والأمان وكرامة الإنسان، يحتاجون لإنسان ينكر ذاته، ويرهن حياته لأجل الوطن.
كان هولاء الفاسدين ضد المواطن قتل وتهجير وفساد وعمالة وخيانة وطن فاقدي الشرف …