الاعتداء على نقيب الأطباء بوسط العاصمة مؤشر لثقافة مجتمعية بدأت بالاتساع والتمدد لتضم بطياتها شرائح كانت وما زالت تحضين بحضرة واحترام مجتمعي مميز وهو الطبيب ملاذ الإنسانية ومعالج الأجساد المنهكة المتعبة المريضة.
الحدث
الجمعة ٢١ تشرين الأول ٢٠٢٢ تعرض نقيب الأطباء الدكتور جاسم العزاوي إلى اعتداء وقع داخل النقابة من قبل أطباء بسبب خلاف داخل النقابة، لافتا إلى أن الأطباء طلبوا من (العزاوي) تقديم استقالته لكنه رفض ذلك وأضاف عند مباشرته بمقر النقابة كنقيب عام للأطباء تمت محاصرته من قبل أعضاء النقابة وقاموا بالاعتداء عليه وضربوه على رأسه بآلة جارحة وأغمي عليه لمدة 15 دقيقة وتم نقله لاحقا للمشفى لتلقي العلاج
علما أن العزاوي كان لديه خلافات سابقة مع أعضاء النقابة على تولي منصب النقيب، وقد كسب مؤخرا حكما قضائيا ولائيا بذلك انتهى.
الحادثة تعود عملية شروع بالقتل نفذها ثلاثة أطباء بقلب العاصمة العراقية وبمنطقة قريبة من المنطقة الخضراء،
الآن لننطلق إلى سؤال مهم
لماذا يشرع طبيب بجريمة قتل من أجل منصب أو موقع إذا كان من طلاب كلية الطب ومن خريجي الكليات الحكومية ممن استحصل معدل تجاوز التسعين كمعدل للسادس الإعدادي الفرع العلمي وهذا المعدل لا يعطى هبة بل حصيلة جهد كبير للطالب والعائلة ثم يتبع ذلك أعوام خمسة لا يقل الجهد والاجتهاد بها عن المرحلة السادس الإعدادي والتي لا يمكن أن تتحقق لو جهد لأعوام سابقة قضاها بالمرحلة الابتدائية والمتوسطة والإعدادية.
إذن كلية الطب هي نتاج تفوق وحصيلة عقدين من الجد والعلم والمتابعة
هل هذا السلوك يمكن أن يقبل أو يتقبل من فرد يرتبط بهذه الشريحة وهي من صفوة النخب
الاستنتاج من الحدث
أما أن العلم يخلو من الأخلاق والإنسانية فلا قيمة للعلم والتعلم والشهادة
أو العائلة وتقبلها هذه السلوكيات لوجود تطبع أو مقبولية ودعم من قبلها.
أو تقبل مجتمعي اجتماعي فمن سيقف ويساند وسيسعى للممت الموضوع لهم رضا بهذا الأمر وخصوصا أن تم تحريف الأمر
الأهم أين اختفت لغة الحوار واحترام الآخر وخصوصا إذا كان زميلا في المهنة والعمل هؤلاء لا يصلحون أن يكونوا في إدارة نقابة محترمة مثل نقابة الأطباء
لنترك الاستغراب ونتجه للأسف أن تصدر من شريحة المفروض أن تكون قدوة المجتمع وتتحلى بالصبر مهما كان من خلاف، فالخلاف يناظر وضعا مريضا حرجا أو عملية جراحية بساعات طويلة،
إذن من المفروض أن يُحَلْ الأمر بالحوار وخصوصا بعد صدور حكم قضائي ولائي بالقضيك وليس بهذه الطريقة.
للأسف نرددها مرة أخرى أن هناك مجموعة من الأطباء لسبب ما أصبحوا خريجي كلية الطب العتيدة وهم
أطباء الصدفة وليسوا أطباء العلم والاحترام
ختاما
نردد عبارة ذكرها دكتور جاسم نتمنى له الشفاء، بقوله\ “إنهم مثلات أولادي\”؟
إن كانت الحادثة عملا فرديا فيجب وضع أطر لتحجيم هذه الحوادث
أما أن كانت الحادثة مثل الصورة المدمجة مع صورة د جاسم وهي لحفلة عيد ميلاد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي وهي استعراض قوى بتقبل مجتمعي؟
هنا يجب التوقف طويلا لننظر ببساطة إلى أين نمضي بظل ذلك واستعراض القوى وصل للنخب.
المستقبل يصنع ولا ينتظر
بالمناسبة عنوان المقالة كان ضمن عبارات للعديد ممن استنكر وادان الحادثة
تقديري واعتزازي