كم هو وضع العراق مقلق على الصعيد الدولي لكي يهرع الأمين العام للأمم المتحدة بالترحيب بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة ناقصة العدد حتى الان. هل سبق أن رحب الأمين العام أو أي مسؤول دولي بتشكيل حكومة في أي بلد في العالم إلا في حالات جد نادرة او الحلات الميؤوس منها.
هناك في بغداد مَن هو فرحان بهذا الترحيب بوصفه تأييدا دوليا، لحكومة محاصصة ولدت ولادة متعسرة وغامضة، من دون النظر الى دلالة التوصيف الدولي لخطوة عادية تجريها اية دولة في أمريكا الجنوبية او آسيا او افريقيا من دون ان يلتفت اليها أحد، في حين تحظى هذه الخطوة في العراق بعد عشرين سنة من قيام نظام حكم جديد باهتمام دولي خاص كونها منجزاً.
الترحيب الدولي بالحكومة الجديدة ليس مدعاة للفرح وانّما للقلق والالتفات الى قراءة جديدة لوضعنا التعبان الذي يجعل العالم غير مصدق ان يسمع عن البلد قيام حكومة جديدة فيه بعد مخاض من صنع أدوات محلية تمثل كيانات العملية السياسية ذاتها وليس بفعل عوامل خارجية او حروب او أزمات إقليمية.
هنا، يريد أن يلتقط أي مراقب سياسي معنى الدلالات والعلامات الجاذبة التي انبعثت من المنطقة الخضراء لتكسب قلوب العواصم الكبرى وبيتها العالي في الأمم المتحدة بنيويورك من خلال خطوة إجرائية، ليس لها صدى في بلد انتاجها اصلاً.
الفرح غير المبرر والمعزز بأسباب وعلامات تدل على إنجازات نوعية، انما هو فرح بطعم النظر بعين السخط والريبة الى وضع العراق كبلد متكامل تتداول شؤونه نفس الهيكلية السياسية في تركيبة تنفيذية تعتمد إعادة تجريب المجرب وتوزير المحظوظ بالحصة الطائفية ليس أكثر.
مع ذلك هناك فرصة لها حيز زمني ضيق جدا أمام رئيس الحكومة لاجتراح طريق أكثر استقامة نحو بلوغ الأهداف الوطنية التي يتمناها كل عراقي، وأظن انه سيظل يتمناها من دون جدوى تحت هذا السقف الخفيض من عوامل التغيير.
اخي الكبير في الانسانية ، أنطونيو غوتيريش،، انت على شنو فرحان؟
اخبرنا سيادة الامين العام ، في الاقل لكي نفرح معك.