بقلم | محمد الكلابي
التنصل من مسؤولية الجسد و تعريضه لكافة أنواع الثرثرة العقلية المخيبة لإحتياجاته سيجعله عرضة للتغييب عن الواقع و التأثّر بكلّ شيء يجعله يتورد حتّى ولو قليلاً.
الإيمان, لفظة قديمة مستمرة بالتأثير على واقع الجسد, أن تكون مؤمناً فهذا يجعلك في موضع السيطرة, كيف؟, التضرّع للكيان الّذي تؤمن به سواء كان روحياً أو مادياً, طريقة التضرّع هيّ الّتي ستفتح لعقلك باب السيطرة, طلب العون في تسهيل أمرٍ ما أو تقريب شخصٍ منك ما هي إلّا عمليات تحدث داخل عقلك تجعلك ترى الامور بمنظور آخر, بطريقة منطقية أكثر فتستطيع الوصول إلى حل لكنّك ستنسبه للكيان الّذي تضرعت له, مغفل؟ بالطبع, الإنسان في لبّه هو عبارة عن كتلة غباء تُساق حسب مفاهيمه و رغباته يتم تعديل أفكار تلك الكتلة بواسطة جنون الإيمان, الغباء وحده لا ينفع فلابد من دخول الجنون معه, أصبحت الآن كتلة من الغباء و الجنون, نحتاج إلى بعض الإضافات الأُخرى حتّى تتم صياغة توجهاتك بصورة صحيحة, نُضيف بعض الوحشية و الحيونة السامة و جزءً صغيراً من السعادة المنتشية بالزيف الّذي تعيشه حينها ستصبح هذه الكتلة تامة الصنع, كتلة غبية مجنونة متوحشة متحيونة سعيدة بكلّ هذا التشعّب الديموغرافي لمكونات جسدها لتدخل الحياة بلا هدف, تقضي كلّ وقتها في محاولة لإشباع تلك الصفات الصغيرة الّتي لا تُرى, هذا الواقع أو الجذر الإفتراضي الّذي نعيش فيه مجتمعين سيتغيّر لحظة الإختلاء بالنفس بمفردها أم مع شخصٍ آخر, ستظهر الحقيقة, سيظهر الجذر الّذي يمثل هذه الكتلة الحقيرة بصفاتها المتغيّرة, سيحدث ما كان مخفياً مغطساً بالرغبات المكبوتة.
الشذوذ, لا يجلس مكتوف اليدين يراقب من بعيد, سيتدخل ليغيّر من فسلجة إمتزاج الجسد مع تلك الصفات المكوّنة له, لكن الشذوذ الحقيقي ليس كما نعرفه, أنا أقصد الحقيقي منه, ذلك الّذي يجعلك مختلفاً عن الآخرين, الشاذ عن طريقة عيشهم, سيجعلك تعيش تلك الصفات في العلن, أن تعيش رغباتك بحريّة وسط نفس الأشخاص الّذين يمتلكون تلك الرغبات سيجعلك نقطة ضعف وسط السلسلة الجينية للمجتمع لأنّ الجميع يخفون ذلك الأمر ويعيشون المثالية إلّا أنت تعيش مثاليتك في السرّ و العلن, سيطرقون رأسك بمطارق الخوف و يستأصلون قدرتك على العيش بمقصّات التحريم و ضرورة العودة لدينهم الحقّ, دين تزييف حقيقتك و إبراز المثالية فقط, دين الكبت, دين التحريف لحقيقة وجود الإنسان داخل هذا الكون