يسيلُ اللَّونُ القاتمُ في الفراغِ
هناك.. حيثُ اللاشيءَ
مَنْ يسْتَطيعُ الجُّلوسَ في الْحُلْمِ
يتذكَّرُ كلَّ الوجوهِ التي هاجرتْ للمجهولِ
غيرُ النوافذِ المستعارةِ تقبعُ هناك
لا زَالَ اللونُ الفضيُّ يرسمُ منارةَ الحالمينَ
يأتي الصمتُ حثيثاً ثم يموتُ
الإقدامُ مثلاً
العيونُ
القلوبُ
كلُّ المنفى في الجَّسدِ النَّحيلِ
يبتسمُ الشِّراعُ دون رفيقٍ
البَحْرُ حزينٌ
التَّذاكرُ حزينةٌ
يأتي المساءُ في انكسارِ الموجِ
يحملُ زَبَدَ الأمنياتِ نحو الشَّاطىءِ
أيدي الرَّسائلَ تخرّجُ دون حروفٍ
تُهربُ اللّغةُ للأفواهِ حتى تكون
من بين التَّوابيت يخرجُ الكفنُ الأسودُ مبتسماً
على الجُّثةِ السَّابعةِ أن تُدفنَ وقوفًا
ثمَّ يُحسمُ ثأرُ المقتولِ
تكبرُ الحاناتُ
ويعبر الخمرُ للضفةِ الأخرى من الجَّحيمِ
يدُ الخوفِ تأتي ملطخةً بشعارِ الأبديَّةِ
ينقبضُ الضَّوءُ في ذلك المساء
حتَّى يجهضُ الميناءُ رحلةَ كون
يتوقفُ الموجُ…
ثمَّ يموتُ البَحْرُ حزيناً