كلنا نعلم إن السن القانوني في العراق والذي يؤهل الموظف على التقاعد هو من وصل الى ستين عاما وبهذا العمر يكون الموظف قد طوى سنوات قضاها في خدمة الدوائر والمؤسسات الحكومية وآن الآوان له ان يرتاح ويستجم بما تبقى له من عمر بعيدا عن الضوضاء والتعب وزحمة الدوام والنهوض مبكرا في الصباح والسباق مع الزمن من أجل الوصول إلى العمل بدون استجواب وبدون غياب .

كل هذا الأمور تذهب في مهب الريح حينما يحال الموظف على التقاعد ولكن ما المجهول الذي سينتظره بعد التقاعد؟

بعضهم يضع كرسيه بجانب الباب وينظر إلى المارة دون ارهاق وتعب وهو يرش حديقته ويسقي ازهارها واشجارها ويشم عبيرها الاخاذ والبعض الآخر يمارس الرياضة في النوادي المعدة لكبار السن لينعش قلبه الضئيل ليعود الدم إلى عروقه من جديد .

لكن هناك من يذهب إلى عمل جديد ليكسب اموالا اضافية على دخله من التقاعد فتراه يغامر في حياته ويجهد جسده وعقله وتفكيره كي لا يقال عنه متقاعد سقط القلم من يده او هو محب لجمع المال والثروة.

لكن هناك نوعا آخر من الموظفين المتقاعدين هؤلاء بمجرد تقاعدهم تنتهي الحياة لديهم فيكون الموت أقرب لهم من الدنيا فما أن يصدر قرار التقاعد يتحضر ملك الموت لاخذ ارواحهم.

نعم وبلا تعجب لقد شاهدنا الكثير وسمعنا عنهم أنهم رحلوا من الدنيا حينما تقاعدوا عن العمل وهناك اسماء كثير اتذكرها ولا أريد أن اذكرها لان ذكراهم موجعة لكن التاريخ يذكرهم في كل توقيع على سجل الحضور وفي كل كتاب رسمي وضعت اسماءهم في حاشيته وفي كل معاملة او صك او وصل قبض ودفع في كل معاملات الدوائر والمؤسسات الحكومية لابد أن يذكرهم التاريخ حتى ولو لم يكونوا مشاهير .

هكذا هي الحياة اخذ وعطاء موت وبقاء لكن ليس على الدوام بل لكل شئ نهاية مثلما كان له بداية .

سجل التاريخ اول يوم لمباشرة الموظف في عمله وكذلك سجل آخر يوم لانفكاكه واحالته على التقاعد وثم يأتي اليوم الذي تسقط في ورقته فيفارق الحياة مثلما سقط منه القلم فغادر الدائرة والمؤسسة وكانه لم يكن .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *