عام 1917 في الأول من نوفمبر كانت جريمة العصر في بدايات القرن العشرين ، حيث اعلن الوزير البريطاني بلفور وعده للحركة الصهيونية باعطاء فلسطين لليهود وجمعهم من شتى دول العالم وترحيلهم الى ارض مرسى الرسول الأعظم والسيد المسيح واولى القبلتين ، هذه الجريمة ومثلها جرائم تفكيك الوطن العربي تتحملها بريطانيا وحدها ، كونها كانت الإمبراطورية الأولى في العالم وتتحكم بمصائر الدول والشعوب .
وبعد مرور 105 سنوات على وعد بلفور المشؤوم ، ونحن في القرن الواحد والعشرين ، أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية انحيازها المطلق لإسرائيل ومعاداتها لفلسطين والشعب الفلسطيني واعتبرت أي علم فلسطيني يرفع في أماكن التظاهرات وغيرها هو عمل استفزازي ويخل بالامن ومعادي لإسرائيل ، وهي وبريطانيا غير معنية بالقتل الإسرائيلي للأطفال والشيوخ والشباب وبالزحف الإسرائيلي المستمر للأراضي الفلسطينية بالضفة الغربية ولا يهمها الاستيطان المتواصل ، فقط ما يعني بريطانيا هو الاستعمار العنصري الإسرائيلي .
وبالرغم من هذه الجريمة البشعة وهو وعد بلفور وزير الخارجية البريطاني في ذلك الوقت فأن الشعب الفلسطيني ومعه الشعوب العربية وامريكا اللاتينية وكل احرار العالم سينتزع حقه في ارضه ووطنه ، وما يجري الان من تصاعد للكفاح والعمليات الفدائية في الضفة الغربية وغزة هو مقدمة لمعركة التحرير الكبرى ، وان موازين القوى اختلفت وان فاعلية الاقتحام والاستشهاد صارت لغة الشعب الفلسطيني ومعه محور المقاومة .