قبلaktub falah

نوفمبر 5, 2022

احتقاري للحرامي –”الكاتب محمد فلحي”

من المعروف في تراثنا الريفي العشائري ان (الحرامي) السارق لا يقترب من بيوت تكون محروسة برجالها طوال الليل، وان الحرامي يكون خائفا مرعوبا وهو يقتحم البيت، وان اي حركة او صوت من داخل البيت يجبره على الفرار!كانت السرقات لا تتجاوز بعض المواشي او الاثاث البسيط، وان الفقر هو العامل المشترك بين السارق والمسروق!اليوم هناك دولة فيها اجهزة ووزارات وهيئات والاف الموظفين لحماية المال العام، ولكن السرقات تتم في ضوء النهار دون خوف او تردد!الحرامي الجديد يسرق مليارات الدولارات في النهار ، ويظهر على شاشة التلفزيون وهو يتحدث عن الشرف والنزاهة والمنجزات !مكافحة الفساد تحتاج الى قليل من الشجاعة فقط، وعندما يسقط أول حرامي كبير بيد العدالة سوف تتهاوى المنظومة التي كانت تحميه ويتساقط الاخرون من امثاله تباعا،الرئيس محمد السوداني لم يلق خطابا يقول فيه بأنه سيضرب الفاسدين بيد من حديد، كما وعد الفاشلون قبله، واكتفى بجرة قلم، وبدأت منظومة مكافحة الفساد تعمل بكل طاقاتها خلال ايام معدودات.من اجل استمرار هذا الاندفاع ينبغي مراجعة كل المناصب الملوثة بالفساد، واقالة ومحاكمة كل من يشتبه بتورطه بالسرقات الكارثية.بعض وسائل الاعلام تلوثت بالابتزاز والفساد، واسماء بعض الاعلاميين اصبحت عناوين بارزة للفساد، ويتوجب على رئيس الوزراء تطهير المؤوسسات الاعلامية الحكومية اولا من رموزها الفاسدين، ثم تفعيل دورها في كشف الفساد وفضحه أمام الرأي العام وتقديم ملفات استقصائية عن الفساد الى الاجهزة المعنية!الفساد ظاهرة مجتمعية وعلينا ان نبث ثقافة احتقار الفاسدين، وليس احترامهم، مهما كانت صفاتهم ومناصبهم!في مواجهة الحرامية لا يحتاج المرء سوى قليل من الشجاعة، فهم يعيشون اسوء لحظات حياتهم اليوم

!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *