في أغلب دوائر الدولة المتفسخة إدارياً ومنها بلدية النجف نجد الموضف أما يوصد باب الحجرة التي يجلس فيها لتسيير معاملات المواطنين ويخرج أنفه من وراء الباب ويقول لك ماذا تريد وكأنك تستجدي منه وأما يجلس خلف طاولة وانته تراجع لإكمال معاملتك من الشباك وإذا كان هناك خطأء في معاملتك والحيت عليه بالسؤال لا يجيبك والأغرب من ذلك يجلس المحامي على كرسي الموظف ليسير معاملات موكليه وهو يراجع دائرة وليس محكمة اي إنه مجرد وكيل عن المواطن وحتى في المحكمة فهو أيضاً موكل (انفلات القانون يبيح المحظور)
ويتفنن الموظف الوضيع في إهانة المواطن بشتى الطرق أما الموظف الشريف فتجده يتعامل بمنتهى البساطة مع المراجعين لانه يعرف واجبه ومعنى أنه يعمل لقاء أجر شهري لخدمة الناس ، وكثير منا يراجع الدوائر الحكومية ولا يسمح له بالدخول قبل أن يجلس الموظفين في مكاتبهم و تحين الساعة التاسعة صباحاً علما إن الدوام الرسمي الساعة الثامنة وبعد إن تتجاوز استعلامات الدائرة تجد الموظفين يتناولون فطورهم والباب مغلق أو تسأل عن أحدهم تحتاج إلى توقيعه ويقولون لك ذهب إلى بيت الخلاء ( التواليت ) فيقضي نصف ساعة يغسل وجهه ويصفف شعره ويعود لمكتبه ، أو أنه ذهب لقضاء حاجة تخصه خارج الدوام الرسمي وخلال هذا الوقت كله قد امتلأت الدائرة بالمراجعين وبدأت المأساة وانت تنتظر ولا تدري إلى أين ذهب الموظف
وربما يعتقد القارئ إن هذه قصة نعم إنها قصة حقيقية من الواقع وبالخصوص في الدوائر الخدمية
البلدية ، الماء والمجاري ، الكهرباء ويلعن المواطن الخطأ الذي اقترفه في السير بإجراءات المعامله بنفسه ، فهناك معقبين من نفس الدائرة ومن خارجها تحت اسم (المحاميين) فاتحين أفواههم للمواطن وإن لم يوكل أحدهم لن تسيير معاملته وتواجه الكثير من العقبات وكيف لا وهم ينسقون مع الموظفين وإعطائهم حصة ( قمسيون أو إكرامية ، أو كرزات للاولاد )
والأمر من ذلك إن الموظف يكتب ويوقع ويعطيك المعاملة دون أن يرشدك إلى الموظف المختص حتى يجعلك في دوامة داخل الدائرة كل واحداً يحولك بحسب رأيه إلى شخص آخر وفي النهاية تجد إن كل توقع ختم عليه وكل تحويله انت ليس بحاجة لها ، هذا غير المواعد التي يعطيها أياك الموظف إذا كان مزاجه معكر ولا يريد تسيير معاملتك ومن الجدير وضع قائمة تعطى للمواطن في الاستعلامات يكتب فيها الأماكن التي تمر عبرها معاملته وإسم الموظف المعني بهذا الشأن ولا سيما الدوائر الخدمية كثيرة الشعب والأقسام والوحدات
وكنت أنا مواطن صالح يعتقد بوجود القانون لكن بعد مراجعتي للدوائر ورأيت بأم عيني ما يحصل عن قرب حتى بقيت اسيير معاملة ثلاثة سنوات بسبب إني لم اعرف من يكملها لي مقابل دفع مبلغ من المال وهي اصولية ولم تنقص كتاب أو ورقة واحدة وهذا ما أخبرني به الكثير إن البعض يأخذ المال لكني ليس عندي ما ادفعه لهم وحتى إن وجد فلم ادفع فلساً واحداً فأنا رجل صالح وليس مرتشي وبقيت أدعو ربي أن يصليهم في بطونهم نارا وأدركت في اللحظات الأخيرة إن من يجلس وراء الحجب له أتباع تكشر في وجهك كما يكشر الوحش فلا تضنهم يبتسمون لك ويقول أهل البادية (الحرامي اله گعيدة ).