بعض الاحيان احتاج لاستشارة من شيطاني الوديع فسرعان ما اجده يهمس باذني اليمنى ولا اعلم السبب لما اختارها بالتحديد فيقول: ليس بسُبة او مثلبة ويقصد هنا غير كلمة “مثلمة” التي يرددها البعض ، بأن ننقل ماتعلماه من خبرات في فن التفاوض واللياقة وادارة وحل الازمات الى مصنع العملية السياسية ،لان اعادة المراجعة وتقييم الاداء تقع في دائرة قطرها الاهداف الاستراتيجية التي بات الوصول اليها ضرورة حتمية، في وقت يرى البعض بأن اصرار الحرس القديم او الرعيل الاول على عدم اخذ فكرة الاعتزال السياسي المبرمج والتدريجي بصورة واقعية ، تسبقها تهيئة للخط الثاني من الشباب والقيادات النسوية الواعدة لاقحامهم في العمل السياسي تمهيداً لتسنمهم زمام المسؤولية من خلال المشاركة السياسية ،ربما يكون دورهم غير فعال ومؤثر كما هو الان ، بينما يرى فريق اخر بانهم ان يكونوا بمثابة الرموز والاباء المؤسسين والادوات النوعية التي نلجئ اليها لاطفاء الحرائق التي تنشب من الازمات الداخلية، للاستزادة من خبراتهم ومشوارهم النضالي والسياسي كما تفعل الدول المتحضرة.
لننظر الى الدول المتقدمة كالدول الاسكندنافية مثلا التي تنتج سياسيين من الشبيبة وتهيئ متبنياتهم الفكرية ومرتكزاتهم وفق المبادئ الاساسية للمواطنة والتعايش السلمي بين الافراد، لمحاولة جادة لزرع مفاهيم قل نظيرها بين الديموقراطيات المتحضرة ، وغرس عناصر نموذجية متحررة من القيود النفسية تقتدي بها ديموقراطيات الدول الاخرى التي تكافح من اجل الوصول لابجديات التقدم والانفتاح ، وليكونوا كمحاربي الساموراي مؤمنين بالجودة على حساب الكم. نحن بحاجة لقرار سياسي نوعي شجاع وغير تقليدي يسعى لتكسير شرنقة الانعزال والى التفكير خارج الصندوق ، وان لانلعن الظلام بل نوقد شمعة ، ولا نقل للذي جرى كيف جرى ،لانه مازال لدينا متسع من الوقت لتصحيح الاخطاء والاخفاقات المتعمدة وغير المتعمدة،ولا اعتقد بأن السياسيين لديهم نوايا سيئة ومقصودة لارتكاب الخطايا ،الا انها باعتقادي هذه هي الحدود القصوى لامكانياتهم ، ولكل كل مجتهد نصيب ،نحن اليوم جميعاً في مركب واحد والحل الوحيد الذي يفك عُقد وخوارزميات الاختلافات والخلافات السياسية لدينا مع دول الجوار ،يكمن بالذهاب الى حلول مختلفة وتفعيل ” التحالفات الاقتصادية”واضعها بين مزدوجين بدلاً من التحالفات السياسية في التموضع والتمحوّر ، لاتخاذ سياسة مغايرة من خلال نقل واستنساخ التجربة العُمانية بالتعامل مع الازمات التي تعصف بدول المنطقة .
الانفتاح على الجميع بنوايا صادقة وجادة وفقاً للمصالح المشتركة ورابطة الدم والدين والعادات والثقافات المشتركة مابين العراق وايران والعربية السعودية وبقية دول الخليج بالاضافة الى تركيا، والذهاب الى مؤتمر دولي شامل لتصفير عداد الازمات السياسية ،برعاية بغداد سيكون ابلغ رسالة واقوى سلاح فتاك يقف بوجه التحديات الدولية ، التي تسعى لاعادة تقسيم دول المنطقة ،وتوحيد الرؤى سيكون بمثابة نواة للتحالفات الاقتصادية بين تلك الدول. العراق اليوم بأمس الحاجة للن يعود مجدداً الى صدارة النفوذ العربي والاقليمي، وتفعيل دوره الريادي القادر على تقريب وجهات النظر وتفتيت الازمات .
انتهى ..
خارج النص / يكمن سر البراغماتية في تفعيل مهماز التحالفات الاقتصادية ..