شلك بالروح تداريها
الموت اولها وتاليها
من قصائد المقاومة ، وفيها تتمة ، لكن سنتوقف عند العنوان في موضوع آخر . فهي تعني بشكل عام لماذا الانسان يصارع من أجل ديمومة العيش بشكل منافي للقيم والأخلاق والقوانين ؟، لماذا يرتضي العيش بذل وهوان؟، لماذا لايموت بعز وشجاعة وينال الشهادة، أوحينما يتوفاه الله يكون قد حظي بمرضاته من خلال عمله وسلوكه، طالما هو ميت لامحال في نهاية المطاف.
وأحيانا يجازف بحياته، يغضب ، يتشاجر ، يقتل ، يبخل ، يتظاهر ، يصاب بالغرور ، يكذب ، يغش ، يسرق ، ينافق ، يداهن ، يبحث عن الشهرة..الخ ، وهولايعرف متى يموت وكيف وأين ؟،ومع ذلك فمصيره في الأخير” كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول”!!.
يقينا ان من حق الفرد أن يحيا حياة جميلة وكريمة لاتتنافى مع ماجاءت به الأديان ، ومع ما توارثناه من عادات وتقاليد حميدة ، وعليه ان يحافظ على مساره ماديا وصحيا واجتماعيا دون أن يتخلى عن الطموح والرقي ، ومن أجل أن تتواصل البشرية ، ولكي يخدم بني جلدته من خلال علمه وعمله وابداعه ، حتى يأتي أمر الله “وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَقْدُورًا”.
لكن ( رباط سالفتنا ) اليوم هو عن الطغاة ، عن الذين يقتلون الأبرياء، ويغدرون بالمسالمين ومنهم الباحثين عن وطن .عمّن باع شرفه وأعني من باع وطنه، وعن الفاسدين الذين يجمعون المال الحرام ويمتصون دماء الشعب، عمّن هجّر الأبرياء والمساكين داخل وخارج البلاد، وعمّن يضع الشخص غير المناسب في المكان المناسب من الجهلة والمزورين والهاربين من الدفاع عن أسوار الوطن ، وقس على ذلك العملاء والجواسيس والموالين لأسيادهم الأجانب ، والمجهلين الظلاميين ، فأقول لهؤلاء جميعا : ” شلّك بالروح تداريها الموت أولها وتاليها )!!.
قد يجد الانسان على حين غفلة انه بات عاجزا بحكم تقادم السنين ، وهو أمر محتوم ، وخاصة حينما يعمًر، ثم ينكس لأرذل العمر، ساعتها لن ينفعه ماله، ولاصحته، ولاأسرته، ولا طغيانه وسطوته، فاذا ماكان سجله أمام الله والوطن والتأريخ نقيا طاهرا حافلا بالتضحية والوفاء ، فلن يبتئس ولن يحزن عن مافاته ، ولافرق لديه ساعتها من بقائه حيا الى حين ، أو مغادرته عالم الفناء. وإن كان العكس، فسيكون قد أدرك انه أضاع ( المشيتين ) ، فيكابد العذاب والقلق والحسرات والندم ، حيث لات ساعة مندم ، فنذكره بالقول : ( شلّك بالروح تداريها الموت اولها وتاليها )!!.