تتزايد حالات الطلاق في عموم البلاد وترتفع أرقامها بشكل مقلق مما ينذر بتمزق وتفكك الاسرة التي هي نواة المجتمع ولسنا هنا بصدد عرض الاسباب التي أدت الى هذه المعضلة الخطرة الأبعاد والنتائج فموضوعنا اليوم له وجهان أحدهما سلبي والآخر ليس كذلك فالوجه الأول هو أحد ألأسباب الرئيسية لمشكلة العزوف عن الزواج وارتفاع حالات العنوسة في المجتمع أما الوجه الآخر فيمكن احتساب نتائجه في صالح استقرار الاسرة وتماسكها فهو المعرقل الحقيقي لقرارات الطلاق التي تحكمها الظروف والأسباب بشكل عام وكما سنرى من خلال التعمق في هذا الجانب ما هي الدوافع وراء ارتفاع مهور الزواج ؟؟يمكن حصر الأسباب في جانبين أولهما ارتفاع المستوى المعيشي والمكانة الاجتماعية لكلا الاسرتين المقترنتين مما يوجب اظهار شيء من المقدرة والتفاخر أمام المجتمع بشكل عام وأمام الأقارب الذين غالباً ما ينحدرون من نفس المستوى العالي أما الجانب الآخر والأهم وهو محور موضوعنا فهو يشمل عامة الاسر الفقيرة منها والمتوسطة والغنية كذلك ممن يرون هذا الأمر رادعاً وشرطاً جزائياً لمن تسوّل نفسه الاخلال بشروط العهد والتنصل من مشروع الزواج وبنوده الشرعية والقانونية فالمهر العالي سيضع الزوج المتمرد أمام خيارين لا ثالث لهما التتمسك بزوجته وابقائها تحت مظلته ومحاولة حلحلة الازمة للتي دفعت باتجاه قرار الطلاق أو تأدية ما يتوجب عليه من التزامات مادية قد تكون قانونية أكثر مما هي شرعية وهي ما يسمى ب(المهر الآجل أو المتأخر) وهو حق شرعي وقانوني يحل عند انقضاء أحد الأجلين الطلاق أو الفراق والذي غالباً ما يكون ضخماً ومبالغ فيه وتعجيزي أحياناً تحسباً لسوء الخاتمة ان مسألة المبالغة في وضع القيود المادية في العقد الشرعي للزواج قد يبدو مستهجناً ومرفوضاً من المجتمع بشكل عام وهو كذلك لأنه المعرقل الاساسي لاقتران الجنسين والعزوف عن فكرة الزواج بين الشباب لكنه يحمل في وجهه الآخر شيء من الايجابية والمبررات بين طياته فنحن نعيش في زمن افتقد فيه مجتمعنا الكثير من القيم والمثل التي تحافظ على تماسك الاسرة وثباتها فأصبح الوفاء بالعهد محض خيال والثقة بالغرباء مغامرة مجهولة العواقب مما يوجب على الباحثين في هذا الشأن وممن يرومون الاصلاح البدء من هذه النقطة لبناء الاسرة الصالحة التي تصنع المجتمع الصالح.