(أطك روحي بحديدة وأطلع الدم)، أي أضرب رأسي بقطعة حديد حتى أنزف دما !!. وعادة ماتردد هذه العبارة النساء في جنوبي العراق، كشعور بالحيف، أو للإعتراض على قول أو فعل ما مفاجىء مشين أوغير مقبول، وبالنتيجة فهو رد فعل اعتباري وتحدٍ من أجل تحقيق الارادة حتى لو سال الدم .
وهناك أغنية شعبية (بذيئة) إن صح التعبير، لايسعني ذكر كلماتها هنا ، كتلك التي تقول: (شكول لامي من انكسرت…). لكن هناك اخرى (مستورة) للفنان نور الزين كلمات يوسف السوداني نقتطع منها :
أطك روحي واصيح بحضن اللي أحبه استريح
اشم عطره واعشقه للابد اطك روحي بحديد على حبي الوحيد
والله يما يما يما واطك روحي بحديدة.
ويبدو ان (ربعنا) العراقيين أكثر شعب (يطك روحه بحديدة ويطلع الدم) دون توقف ، لأسباب كثيرة. وإليكم أمثلة لما أعنيه تمثل غيضا من فيض:
١- قادة عسكريون يشاركون في افتتاح مهرجان حريمي يختص بتكريم ماكيرة !!.وحسنا فعلت وزارة الدفاع بتشكيل لجنة تحقيقية بحقهم.
٢- دبلوماسي يرسله العراق لتمثيله في مؤتمر، وفي قاعة المؤتمر يترك المؤتمرين ليشغل نفسه بمتابعة مباراة كرة القدم من على شاشة حاسوبه !!.
٣- اتساع ظاهرة قتل الزوجات لأزواجهن، أو قطع أعضائهم التناسلية!!، وذلك بسبب الزيجات المتكررة أو الخيانة. ليس هذا فحسب بل قيام نفر سيء ممن يسمون اطباء بسرقة تلك الأعضاء وحتى احدى الكليتين، وهو مايقع تحت مفهوم سرقة الأعضاء البشرية والإتجار بها. عفية فساد وفرهود ..وصل لهذا الانحدار!!.
٤- حاميها!!، يمد أنابيب نفط سرية تحت الأرض ويسرق النفط ويصدره لدولة مجاورة (حاميها حراميها)!!.
٥- ارجاء مناقشة مشروع اعادة الخدمة الإلزامية المؤجل أصلا من سنوات ، تحت ذرائع مختلفة منها : تعطيل الشباب، توقف المشاريع، إضاعة فرص العمل ، عدم عسكرة المجتمع، بينما يمكن الأخذ بالأسباب الأكثر نفعا، والاستفادة من التجربة المصرية، حيث تم تاهيل الشباب بعد انهائهم للتدريب العسكري وإكمال مددهم المتبقية في العمل بالزي المدني في مشاريع الدولة الاقتصادية، وبذلك هم للحرب وللإعمار، وتم (ضرب عصفورين بحجر واحد)، ناهيك عن الايجابيات الأخرى كخوشنة الشباب، والقضاء على الطائفية، وارساء حب الوطن، وتوحيد المؤسسات العسكرية وإعلاء مكانتها، وإظهار هيبة الدولة، وتريد (ارنب أخذ أرنب تريد غزال أخذ أرنب)!!.
٦- “خلال شهرين تم اعتقال 2500 تاجر مخدرات على مستوى العراق”. واعتقال 11 ألفاً من المتاجرين والمتعاطين في عام!!!. وآخر تداعيات تعاطيها قيام شاب بقتل والدته وشقيقاته (واحدة خريجة كلية هندسة والثانية طالبة كلية أيضا سنة أخيرة) . كفيلكم الله حتى بأمريكا والمكسيك ماصايرة !!.
٧- انتكاس التعليم في العراق وخروجه من مؤشر دافوس لجودة التعليم!!، في وقت لم يفكر فيه أي مسؤول بإقناع وطمأنة آلاف العلماء ممن هم خارج العراق ودعوتهم لترصين العملية التعليمية !!.يأتي هذا في وقت وصل فيه عدد الكليات الطبية الأهلية فقط الى ١٠٣ كليات، إحداها انبثقت من جامعة تأسست عام ٢٠١٧ على الرغم من اعتراض نقابة الأطباء!!.
٨- إختفاء ترليون ومئتي مليار دينار سنويا من واردات العراق من المشتقات النفطية، وماخفي كان أعظم !!.
٩- يحتل جواز سفر العراق المرتبة 113عالميًا وفقًا لمؤشر (جايد Guide) لترتيب جوازات السفر!!.
١٠- يوجد في العراق من كل خمسة أشخاص واحد عاطل عن العمل، بمعنى لدينا أكثر من 4 مليون عاطل ، (وفوكاها فلوسنه) منهوبة !!.
١١- أما حالات الطلاق فصدقوا وفق احصائيات رسمية توجد لدينا 10 حالات طلاق كل ساعة باليوم الواحد.. (عود ليش) ؟!!.
١٢- قيام بعض البسطاء، بتقديم النذور وطلب المراد من الخروف وعمود الكهرباء والجرار الزراعي، ونحن في الألفية الثالثة ونعيش عصر التحول الرقمي والميتافيرس!!.
١٣- الاستهانة بالدبلوماسية وبمكانة العراق الدولية في الخارج ، من خلال تسليم “رقبة” العراق لشخصيات غريبة الأطوار، مجردة من الثقافة والوعي والرصانة، فهذا يحمل قاذفة آر بي جي سفن خارج دولته ، وآخر يرتدي دشداشة ويستقبل الضيوف، وثالث يترك زوجته بأحضان مطرب ويلوح بعلامة النصر، وغيره لايعرف من أين ينبع نهر دجلة والفرات ، وغيرها وغيرها !!.
وبذلك من حق العراقيين أن ….( يطكوا روحهم بحديدة ويطلعون الدم )!!.