هذا ما أعلنه رئيس الوزراء شخصياً ولا ندري متى ستكمل هذه الخيوط ويعلن عن الجهة التي نفذت عملية اغتال المواطن الأمريكي المقيم في العراق والتي حدثت في أحد شوارع الكرادلة المزدحمة وانسحب المنفذون دون ان تتمكن الأجهزة الأمنية من التصدي لهم وإلقاء القبض عليهم , ان التصريحات التي تعلن التوصل الى خيوط الجريمة طالما نسمعها بعد كل إخفاق امني يحدث في بغداد أو المحافظات سواء كان عملية اغتيال أو خطف أو سطو مسلح أو تفجير إرهابي حيث تطلع علينا الأجهزة الأمنية ببيان تعلن فيه أنها توصلت الى خيوط لمنفذي هذه العمليات وبعد أيام تختفي هذه الخيوط ويسدل الستار على هذه الجرائم ,لكن هذه المرة فرئيس الوزراء هو الذي أعلن التوصل الى خيوط في جريمة اغتيال المواطن الأمريكي ولا نعلم متى ستجمع الخيوط والأدلة الكافية ويتم الإعلان عن منفذي الجريمة والجهة التي تقف ورائهم.
في أغلب دول العالم وعندما تحدث جريمة كبرى أو عملية إرهابية سرعان ما تتوصل الأجهزة الأمنية لمنفذيها وخلال اقل من 48 ساعة إلا في العراق ورغم تعدد الأجهزة الأمنية والاستخباراتية وكثرة أعداد منتسبيها ورغم تعدد وتكرار عمليات الاغتيال والخطف والسطو المسلح والتفجيرات الإرهابية وتشابه طرق تنفيذها إلا ان الاجهوة الأمنية لم تستطع كشف المنفذين وتقديمهم للعدالة لأسباب عديدة فأجهزتنا الأمنية لم تكن بالكفاءة والمهنية والخبرة الجيدة ولا تمتلك الأجهزة والمعدات المتطورة خصوصا كاميرات التصوير وأجهزة المراقبة الحديثة وأغلب قادة الأجهزة الأمنية وضباطها وخصوصا الاستخباراتية هم من ضباط الدمج والضباط الذين ينتمون الى أحزاب السلطة والمعروف ان الضابط الغير مهنيين(الدمج) وتنقصهم الكفاءة والخبرة والتجربة للتعامل مع مثل هذه الجرائم لذا سيبقى المشهد الأمني في البلاد هشاً وقابل للاختراق وستتكرر أعمال الاغتيالات والخطف والسطو إذا لم يتم معالجة أسباب الإخفاقات والخروقات الأمنية وإذا لم يتم تفعيل الجهد ألاستخباراتي المهني بقيادة ضباط أكفاء ومهنيين وعناصر كفوءة وإذا لم تتم نشر كاميرات التصوير وأجهزة المراقبة الحديثة والفعالة في المناطق الحيوية وإذا لم يتم التعامل مع وكلاء مهنيين وجيدين وغير حزبيين يتم نشرهم في المناطق المهمة لا مخبرين سريين يعملون لصالح أحزاب وكتل متنفذة كما يحدث في المخبر السري الذي طالما تكون أخباره كيدية وكاذبة وموجهة ضد معارضين لأحزاب السلطة وناشطين وإعلاميين أو معادين للمخبر.فعلى أجهزتنا الأمنية تغيير خططها باستمرار وتفعيل الجهد ألاستخباراتي لتتمكن من الكشف عن جرائم الاغتيالات والخطف والسطو المسلح التي تجري وضح النهار والعمليات الإرهابية التي تهدد الأمن والسلم الأهلي وتتسبب بخسائر بشرية ومادية كبيرة وتسيء الى أجهزتنا الأمنية وبالسرعة الممكنة وتقديم المجرمين المنفذين للعدالة لينالوا عقابهم المستحق فمثل هذه الإجراءات إذا تمت بعد كل جريمة ستساعد على تحجيم مثل هذه الجرائم وتقليلها وتردع الجهات التي تنفذها وتمنعها من التفكير بتنفيذ مثلها مستقبلاً أما إذا بقيت الخيوط على حالها ولم تمتد لتصل الى المنفذين ومن يقف ورائهم ويتم (طمطة القضية) خوفاً من الجهات المنفذة والمتنفذة فان عمليات والاغتيالات والخطف والترهيب ستستمر بل وتتصاعد والخاسر الأكبر المواطنين الأبرياء وممتلكاتهم والسلم المجتمعي والأمن والأمان وهيبة الدولة , وسننتظر حتى تستكمل عملية جمع الخيوط في عملية اغتيال المواطن الأمريكي ويتم التوصل الى المنفذين لان هذه العملية تؤثر على الحكومة وعلى علاقات العراق مع المجتمع الدولي وتعطي انطباعا سيئا لدى العديد من الدول عن أجهزتنا الأمنية وعن حالة الأمن في البلد وعن الحكومة أيضاً .