تعددت المؤتمرات وكثرت التسميات وتنوعت القرارات وتباينت المشاركات واختلفت الامكنة والازمنة وتضخمت الملفات وتناوبت اللجان وبشتى المسميات البراقة التي تصف نوعية الحضور من ووزراء وقادة حكومات الى رؤساء وملوك او امراء لكن المليارات من البشر لم ترى في نهاية هذه القمم الا الشعارات والفيديوهات كما تشير وكالات الانباء والقنوات والمراسلين الذين يقومون بتغطية المظاهرات التي تطالب الحاضرين بأتخاذ اجراءات عملية وصحيحة قابلة للتطبيق ولا يكتفون بضهور القادة على الشاشات متنافسين في التصريحات التي يتلاعب بها اصحاب الدعاية والاعلان المرافقين لاصحاب الجلالة والسمو وفي كل المؤتمرات التي عقدتها الامم المتحدة في العديد من الدور واخرها ما اطلق عليه كوب 22 في شرم الشيخ في مصر الذي عقد في يوم الاحد 6 تشرين الثاني ولمدة يومين وشارك فيه اكثر من مائة رئيس دولة فمنح له تسمية قمة القادة والتي ناقشت ملفات عديدة اهمها مستقبل العالم جراء المشاكل المناخية ومنها الفيضانات وارتفاع درجات الحرارة والعواصف والاعاصير المدمرة والتي ناقشتها ايضا في قمة 21 التي عقدت في العام الماضي في مدينة كلاسكو البريطانية ولعل ابرز ما تناوله المؤتمر في مدينة كلاسكو وما ورد على لسان المؤرخ والصحفي الهندي السيد (فيجاي براشاد ) لأني وجدت الوحيد الذي عبر عن الحقيقة المرة التي يحاول الجميع بما فيها الامم المتحدة من اخفائها فهو اشار بصريح العبارة في محاضرته التي تمت دعوته للمشاركة في تلك القمة الماضية بقوله ان مشكلة المناخ تعود للمجتمعين انفسهم الذين يجتمعون كل عام في بلد من البلدان للنقاش والحوار فيما بينهم ثم تنتهي المؤتمرات ويعود كل الى بلده لتعمل لجان البلد المضيف على صياغة كلماتهم وقرارتهم لترسل الى رفوف الامم المتحدة والى الدول المشاركه وكل بلغتهم التي يتكلمون بها رئيسهم او ملكهم او اميرهم ان ماطرحه الخبير الهندي في المؤتمر العام الماضي الذي تحدث فيه المؤرخ الهندي هو ما علينا الوقوف عنده اذ انه اشار بأن المؤتمرات التي يتم عقدها من قبل الامم المتحده وتستضيفها دول معينة نراها تبحث في امور تهم مستقبل شعوب الدول الكبرى وتغض النظر عن الحاضر والمستقبل التي تعيشه الدول الفقيرة التي تم سرقة ثرواتها من قبل دول معروفة للحاضرين لهذه المؤتمرات وانه اشار في محاضرته التي صفق له جميع الحاضرين في مؤتمر العام الماضي عند ما قال ايها السادة ارجو ان تنتبهو الى الدول الفقيرة التي يعاني سكانها واطفالها من مشاكل كبيرة في الوقت الحاضر والذي عليكم المساهمة في انقاذ اطفالهم من البؤس والفرقر والجوع والتشرد وقلة فرص التربية والتعليم والصحة والسكن هذا ما تنتظره الشعوب في دول اسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية واختتم عبارته الشهيرة نحن نقول لكم هذا اذا ترغبون في الاستماع
ان ما دفعني لهذه المقدمة في مناقشة هذا الموضوع المهم الذي تحاول الامم المتحدة طرحه امام قادة العالم اقول في رأيي المتواضع بأن هذه القمم سوف لن تصل الى اي نتيجة تتوخاها في الدول الغنية او الفقيرة ان المطلوب هو توظيف هذه الاموال الطائلة التي تصرف ببذخ في هذه المؤتمرات والتي تصل لملايين الدولارات يمكن ان تستثمر بطريقة افضل وذلك من خلال فسح المجال للخبراء في كل دولة على حدة من الجغرافين والمهندسين والمتخصصين في المياه والمناخ ورصد هذه الاموال لهذه اللجان من اصحاب الخبرة كل في بلده لأن ( اهل مكه ادرى بشعابها ) وهنا ستكون المشكلة امام اهل الميدان الذين يصنعون الحلول للمشاكل الميدانية والتي يمكن تطبيقها على الارض وبمساعدة مؤسسات تلك الدول ذات العلاقة بكل كارثة تمر سواءا شحة المياه او الجفاف او التصحر او العواصف الرعدية او الترابية او الاعاصير المدمرة كما انها ستضع شعوب هذه الدول وحكوماتها امام مسؤلياتها المباشرة بدل ان تكون القرارات عالمية اذ انها ربما تصلح لبلد ولا تصلح لبلد اخر باختلاف الامكانايات والثقافات بين مجتمع واخر
نصيحتي الاخيرة اذ انني ازعم صاحب علاقة بالمناخ والجغرافية والتخطيط بشكل عام اقول لنعود الى اصحاب الخبرة وهم موجودن في كل بلد سواء الجغرافيين وهم ما اعنـــــــيهم بالصفة الخاصة ومعهم فريق العمل من المهندسين والاقتصادين والاجتماعين المتواجدين في بلدانها والبلدان الاخرى وهـــــــــم جاهزين للمساهمة بأنقـــــــاذ شعوبهم واوطانهم وبناء مستــــــــقبل لاجيالهم بعيدا عن القرارات الـــــــفوقية التي لا تعكس الواقع خصوصا في البلدان الفــــــقيرة التي تعاني من مشاكل كثيـــــــــرة لا يمكن تجاوزها للتخطيط لمعالجة مشاكل المناخ التي يسعى الجميع لحلها والتي لا تحتاج وضع نظريات تصلح لمكان وتتعثر في مكان اخر .