بالرغم من التحديات الكبيرة والتركة الثقيلة التي ألقت بظلالها على حكومة السيد السوداني إلا أن فرص النجاح تبدو واضحة المعالم كون السوداني جاد في تحريك أصابعه باتجاه تصفية الفساد في مؤسسات الدولة ويمتلك الإرادة السياسية في تحريك قلمه الأحمر في طردهم خارج الدولة والحكومة بالإضافة إلى أنه يحضى بدعم القوى السياسية وتحديدا الشيعية منها،التي ترى فيه الفرصة الثمينة في إنجاح الحكومة وتحقيق برنامج الإطار التنسيقي بالإضافة إلى المجتمع الدولي الذي أبدى استعداده التام في التعاون باتجاه حكومته كما هو الوضع الإقليمي الذي أبدى ترحيبا ومستعد لبدء الحوار استعدادا لمرحلة جديدة في العلاقات بين العراق وجيرانه .
يمكن للسوداني أن يحقق الانجازات الكثيرة في مختلف الملفات وتحديداً ملف الخدمات والكهرباء لما يملكه من دراية في إدارة الملفات كونه اشترك في اغلب حكومات ما بعد عام 2003 ولكن في نفس الوقت يتعين عليه أن يكون حذرا في خطواته وتحديداً في مجال الأمن والنفط والذي يستوجب الخطوات الثابتة والقوية والرصينة في ملاحقة مافيات الفساد وحيتان السرقة فضلا عن مصالح القوى السياسية المستفيدة التي بالتأكيد ستكون المتضرر الأكبر مع وجود فائض مالي كبير من الموارد المالية والتي تقدر بـ 200 مليار دولار فإن فرص النجاح تبدو كبيرة مع وجود القرار السياسي ودعم فإن تحقيق البرنامج الحكومي يبدو قريباً ويمكن تحقيقه .
البرنامج الحكومي الذي قدمه السيد السوداني في تطوير قدرات القوات الأمنية والتي منها الحشد الشعبي ربما يراه البعض ينذر بالخطر على مصالحهم ويعتبرونه تهديدا لهم ولكن في نفس الوقت يعطي تطمينات بأن الحشد الشعبي كان وما زال وسيكون بمعزل عن الخلاف السياسي أو اختلاف بين القوة السياسية ولن يكون مصدر تهديد لأي جهة سوى من يهدد أمن البلاد وسلمها الأهلي وسيكون هناك جهداً حكومياً واضحاً للحد من أي قوة عسكرية تعمل خارج نطاق الدولة والقانون والعمل على حصر السلاح بيدها بعيدا عن جهة تحاول مسك الأرض أو التلاعب بأمن المواطن العراقي. العلاقة مع إقليم كردستان وحوكمة القوانين المرتبطة بين الإقليم والمركز ربما ستكون حلقة الوصل والاهتمام في جدول أعمال السيد السوداني وسيكون الحكم الفيصل هو الدستور في أي اختلاف أو نزاع بينهما . كما هو الاتجاه في إخراج الحج الشعبي من المناطق الغربية والتي طالبت بها القوى السنية بعد أن تم تحرير هذه المناطق من قبضة داعش الإرهابي ويبقى ملف العلاقات الخارجية بين العراق وجيرانه هو الأهم والبدء بإزالة كافة العقبات أمام أقامت علاقات متوازنة بين العراق وجيرانه على أساس الاحترام المتبادل ورعاية المصالح المشتركة بينهما.
السيد السوداني شديد الحرص على أن يكون له بصمة في هذا الوقت وأن يجعل من حكومته حكومة الفرصة الثمينة لا الفرصة الأخيرة كما يروج لها منافسه الذين يتحينون الفرص لانقضاض على حكومته،والتحول من مفهوم “الدولة العميقة” بكل أنواعها ومسمياتها إلى حكومة المواطن التي تقدم الخدمة وتكون أمينة على مصالحه وأهدافه ومستقبله.