-1-
قال الشاعر :
كُلُّ مَنْ يدّعي بما ليس فيهِ
كذّبَتْه شواهدُ الامتحانِ
وأصحاب الادعاءات العريضة يتهاوون أمام الاسئلة التي تُقدّم اليهم ويقعون في حُفرٍ الفشل والعجز وتنكشف للناس حقيقةُ أمرهم .
-2-
وادعاءات محترفي السياسة في (العراق الجديد) تجاوزت الصيغ المألوفة كلها، والصورة التي رسموها لأنفسهم زاهية شديدة اللمعان ،
ولكنهم لم يستطيعوا اثبات شيء منها على الاطلاق لما رافقهم مِنْ فشل ذريع .
-3-
وحين يُسأل العالِم عن أمر لا يملك عنه جواباً عليه أن يقول :
لا أعلم
والله سبحانه هو العالِمُ بكل الأمور .
-4-
وقد يُباغَتُ العالم بسؤال حرج يوّجه اليه وهو في مجلس حاشد ويبادر الى الجواب ويقنَع الجميع بصحة جوابه ، وبذلك يبرهن على أنه من ذوي الأصالة والألمعية .
وقد جاء في التاريخ :
انّ أبا عبيدة ( معمر بن المثنى )
-وهو من أعلام اللغويين –
سئل في مجلس الفضل بن الربيع وقيل له :
” قال الله عزَّ وجل :
” طَلْعُها كأنّه رؤوس الشياطين “
الصافات / 65
وانما يقع الوعد والإيعاد بما قد عُرفَ مِثْلُه ،
وهذا لم يُعرف قال :
انما كلم الله العرب على قدر كلامهم ، أما سمعت قول امرئ القيس :
أيقتُلِني والمشرفيُّ مضاجعي
ومسنونةٌ زُرْقٌ كأنيابِ أغْوَالِ
وهم لم يَرَوْا الغول قط، ولمّا كان أمر الغول يَهُولهم أوعدوا به “
أقول :
أرأيتَ كيف يكون التمكن عند العلماء في توضيح الغوامض وحل المشكلات ؟
لقد جاء ( ابو عبيدة ) بشاهد من الشعر الجاهلي كان يحفظه وكان دليله على صحة رأيه .
وبات الحفظ للنصوص اليوم عملة نادرة قلَّ أنْ تجدها عند أحد من المعاصرين .
وهنا تكمن المصيبة .