يوم الثلاثاء 22 نوفمبر اسقطت الكرة العربية اوهام الأسطورة المخيفة للكرة اللاتينية الممثلة بالأرجنتين ،والخوف من دقة ورشاقة وعلمية الكرة الاوربية عبر منازلتين هما فوز السعودية على الارجنتين وتعادل تونس مع الدنمارك .
لكن فوز الاخضر السعودي هو انعطافة واشارة مهمة في عالم كرة القدم تقول لاخوف من الكبار بعد الآن ، فالفوز لمن يلعب بقوة وثقة ورشاقة وتكتيك ، والسعوديون فعلوا هذا تماما مع الأرجنتين بوجود ميسي الذي اعتبره البعض غولا وقلقا لكل فريق ينافسه ،لكن الفأر الأرجنتيني ( ميسي ) اختفى تماما امام القوة واللعب الرائع للسعوديين. ومعه اختفى دي ماريا وكامل كتيبة بلاد لويس خوخي بورخيس وماردونا وكامبيس وجزر الفوكلاند .
ما يهمني في تلك النتيجة الباهرة التي ينبغي ان نضعها في الحسابات المتوقعة ،لان السعوديين لم يخرجوا من فطر الارض او جاءوا من ملاعب شعبية ليقابلوا رجال السامبا ،بل انهم يمتلكون دوريا قويا وقد خططوا لتطوير الرياضة في بلدهم من عشرات السنين لهذا رأينا الثقة والمهارة والعزيمة تسكن روح واقدام كل لاعب سعودي .
واللافت في هذا كله ان الفرح لم يشمل السعوديين فقط بل شمل كل العرب ،وربما صفحات الفيس بوك حملت ملايين المنشورات والتغريدات مبتهجة بنصر مستحق وليس وليد الصدفة.
العراقيون كان لهم نصيبا كبيرا من هذا الفرح ، والبوستات العراقية على مجملها وضعت العلم السعودي وهو يلف الكأس الذهبية تحت عنوان السعودية في قطر تغرق الارجنتين بالمطر.
الفرح العراقي للنصر السعودي هو دليل على ان الاخوة العربية فوق كل احساس قد تصنعه السياسة في مغاير ما .
وربما شعر البعض ان الامر هو نكاية بميسي وخصوصا محبي الريال ،لكن ميسي الذي غادر برشلونه من سنتين كان يلعب بقميص بلاده.
صورة الفرح العراقي بفوز السعودية هي الاقرب لحقيقة مشاعرنا التي سكنتها راحة القلوب في توحدها والهاجس المشترك هو كرة القدم وقطر ومونديالها الرائع.