منذ اعلان قرعة مباريات مونديال الدوحة تشكل هاجس خروج المنتخبات العربية من الدور الاول كما اعتدنا ذلك من قبل .. الا اننا عولنا على المنتخب المغربي لامتلاكه كم من اللاعبين المحترفين في الدوريات الاوربية الكبرى بشكل يجعلهم اقدر على تحقيق الحلم العربي الصغير .. الذي يعد على – قدر حال العرب – وفقا لامكاناتهم الفنية المتواضعة مقارنة مع محترفي اميركيا الجنوبية واوربا .
المنتخب السعودي منذ سنوات بدا يظهر على الساحة بشكل اقوى مما كان عليه ليس من ناحية الدعم الحكومي وصرف الأموال فحسب – فتلك مفروغ منها في ظل سياسة المملكة الداعمة – الا ان الاداء العام بدا يعبر فعلا عما يجري من منافسات في دوري المملكة ووجود اندية قوية معززة بالمحترفين والنجوم الكبار المحليين ..
بعد الفوز على الارجنتين اصبح الحلم قاب قوسين او ادنى … اذ ان الأصعب تم عبوره ..في القياسات الفنية والمقارنات التحليلية صحيح تعد منتخبات ( الارجنتين والمكسيك وبولندا ) اقوى من المنتخب الأخضر .. الا ان الفوز التاريخي على الارجنتين اصبح حقيقة وسهل المهمة وجعلنا نقطع نصف الشوط الأصعب ولم يتبق الا نصف من ربعين يعدان اسهل بكثير مما حدث امام التانغو شريطة ان يكون التعامل التكتيكي على مستوى عالي وان يرسم الهدف الاستراتيجي بدقة وتواضع وحكمة ..
ما حدث هو العكس .. اذ نزل الأخضر بتوجيهات خاصة من المدرب هيرفي ريناد بضرورة الاندفاع الحماسي واستغلال الحضور الجماهيري والدعم المعنوي العربي وغيرها من انعكاسات ايجابية لما بعد الفوز على التانغو .. متناسيا الهدف الأستراتيجي المتمثل بالعبور لدور ( 16 ) الذي غدا ممكن واسهل عما كان قبل انطلاق البطولة ..
نزل الأخضر بحماسا كبيرا واندفاعا بلا هدف استراتيجي كان يفترض ان يحدد بالحصول على النقطة وهي ممكنة جدا بالتاني والحكمة امام بولندا .. فحدث الانفلات بشكل افيد منه المنافس لتحقيق الفوز باقل الجهد ..
في مباراة المكسيك كانت خسارة الأخضر متوقعة ببساطة لان المكسيك اقوى واقدر على تحقيق الفوز بادواتها الاحترافية .. وهذا يعني ان السعودية خرجت منذ ضياع الهدف الاستراتيجي امام بولندا بخطا تحمله المدرب هيرفي وحده .. فالتعادل امام بولندا ولعب الأخضر امام المكسيك من اجل النقطة سيحقق الحلم بشكل ايسر .. وكان بإمكان نجوم السعودية فعل ذلك لو لا الخطأ الاستراتيجي الواضح !