مما لاشك فيه اصبحت مشكلة تدني الحوار، واثارة الخلافات والمشاكل وتوجيه التهم جزافا وسكب الزيت على النار وطمس الحقائق وخلق الفتن هواية بعض النواب سابقين وحاليين ومدعي المعرفة بالسياسة محللين وصحفيين واعلاميين، بحيث اصبح لاهم لهم سوى سرد الاحاديث الوهميىة بل ينسجون الخيال ويتحدثون عن الاحلام، لان هؤلاء مرضى التلفيق والتلون والمديح والذم واصبحوا يتنقلون من مكان الى الى اخر ومن تاييد لهذا الحاكم او المسؤول الى اخر تتغير بوصلتهم في ليلة وضحاها ! حتى كشف البعض حقيقتهم. فالى متى يستمر هؤلاء ضعاف النفوس ومدعي المعرفة والخبرة في مسلسلاتهم التي لاتنتهي، بعد ان اصبح واضحا ان مساعيهم واهدافهم هو تفكيك المجتمع وهو امر خطير مطلوب التصدي له ومنعه. لان الاستمرار بخبثهم هذا سيدمرون المجتمع ويفرقون الناس هنا وهناك. فهؤلاء كالقنابل الموقوته بطروحاتهم وتحليلاتهم التي لاتمت للحقائق بصلة لانها من نسج خيالهم واوهامهم. ومن تناسى مبادئ العادات والتقاليد فليتذكر أن للرجولة أسسا ثابتة لا تتغير إلا عند المتشبهين بها. وإن المجتمع عندما يعاني أي خلل في القيم فهنا الطامة الكبرى لذلك لابد من المحافظة على هذه القيم التي يفتقدها هؤلاء. وان يتفهم هؤلاء ان الرقي في الاخلاق والصدق بالحديث وسرد الاحداث بصدق هي من سمات المجتمع الراقي واصحاب الفكر الواعي السديد. فلماذا لاسيتفاد هؤلاء المتلونين والمطبلين من ذلك؟ ولماذا لايتحلون بصفات العراقيين الاصلاء والمتسامحين الذين يدعون الى وحدة المجتمع والدفاع عن الوطن بالغالي والنفيس، نقول لهؤلاء : ارتقوا بأخلاقكم حتى في خلافاتكم، وتعاملوا وفق المبادئ المتعارف عليها في فك أي اختلاف او نزاع دون قلب للحقائق، فأين الفضائيات التي تستضيفهم ووسائل الاعلام التي تنشر وتروج لهم ولافكارهم الهدامة أمام ذلك؟ وأين من يضعون هؤلاء في حظيرتهم التي اعتادوا عليها وترعرعوا وتربوا فيها حتى لا يخرجوا إلى مجتمعنا ويسمموه بأفكارهم وخبثهم وكذبهم ونفاقهم ؟ فهم يجيدون اللعب بالمشاعر ويحترفون التلون بكل الوان الطيف واشكاله وفق ما تمليه الظروف ويعتقدون ان ما يقومون به مهارة وحنكة وان كان فيه غدر وخداع وزيف فهدفهم الاسمى خلف ما يساهم في تحقيق مصالحهم واهدافهم الشخصية . واخيرا لايمكن للحوارات التعجيزية والسطحية والاقصائية ان تؤدي الى نتائج ايجابية، بل هي من اكبر ادوات العداء والكراهية ولتعلموا ان الحوار رسالة انسانية ثقافية وان افضل المجتمعات هي المتحاورة..

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *