وصف الكاتب والصحفي المعروف غسان شربل رئيس تجرير جريدة الشرق الاوسط السعودية الواسعة الانتشار المونديال الدائرة منافساته حاليا في قطر بكونه فخ جميل وفيما حدد مصطلحه بناءا على ان مباريات المونديال تتماهى مع ما يشهده العالم من متابعة مستمرة لمبارياته التي تحولت الى حروب بلادماء وخسارات بلا ركام بل هي اضواء واثارة وتصفيق وهتاف كما جاء بمقالته التي نشرها في الجريدة قبيل انطلاق دور ال16 الذي شهد غيابا مفاجئا لقوى كبيرة من قوة الكرة التي اكدت ان غيابها عن ادوار الحسم ولاعوام متتالية ليس من قبيل المصادفة بل من قبيل ان الكرة باتت لاتعترف بالقوى الكبيرة وبالمنتخبات المتربعة على عرشها لابل لم تحظى الكرة بمبدا الثوابت بدليل ان الاستوديوهات التحليلية التي رعتها بعض الفضائيات تحولت لاستوديوهات تهكمية على بعض المحللين ممن تمسكوا بتلك الثوابت الكروية وايقنوا ان المنتخبات التي رشحوها للصعود والمنافسة في الادوار الاقصائية من المونديال قادرة على تثبيت تلك الترشيحات التي تلاشت لمحض بخار غاب في الهواء بعد انتهاء دور المجموعات ومتابعة خرائط المراكز التي افسحت المجال لمنتخبات مغمورة بالتواجد في دور ال16 وربما المضي ابعد من هذا الدور ..
اكتب مقالي ومباريات الدور الحاسم بخروج المغلوب قد انطلقت لكنني بقيت مسكونا بالمصطلح الذي روج له شربل من ان يكون المونديال ذلك الفخ الذي يوهم ضحاياه بالوقوع فيه دون ان يتمكنوا من المقاومة والتشبث فالمنتخبات الغائبة عن دور الحسم لطالما ابرزت نفسها من المنتخبات القادرة على تحقيق الترشيحات التي تصب في مصلحتها اي ان لاتغادر الدوحة دون ان يحمل لاعبوها الكاس اللامعةومع ذلك غادروا على مضض بعد ان توهموا في مستويات لاعبيهم الذين لم يكونوا على قدر المسؤولية في هذا المحفل الكروي .
كما اثبتت نسخة المونديال ان الدوريات الجيدة لايمكن ان تصنع منتخبات جيدة مثلما اثير فهاهي المانيا المتميزة بدوريها وحجم المنافسات التي تتجلى في تلك المسابقة عجزت عن منافسة منتخبات مجموعتها بالخسارة المفاجئة امام المنتخب الياباني الذي صنع صورة نموذجية بابراز ان الحسم ياتي في اللحظات الاخيرة بمن يضحك في نهاية المطاف فمنتخبي المانيا واسبانيا شربا من ذات الكاس الياباني حينما تفوقا اولا لياتي المنتخب الشرق اسيوي ويحقق الفوز الاثمن الذي طار به الى الدور ال16.
كما ان بلجيكا التي لطالما ابلت بلاءا حسنا في ادوار الحسم وقعت بفخ مدربها الذي دافع عن خيارات لاعبيه الذين لم يكونوا على جاهزية مناسبة ولم يتعلموا الدرس من اندية اللاعبين انفسهم حينما دافع مدرب المنتخب البلجيكي عن خياراته بزج اللاعب هازارد الغائب عن التوهج لاعوام بعد ان وقع لنادي ريال مدريد حيث ان الاخير لم يعد يشركه في المنافسات التي يشارك فيها ولم يحظى باي تميز من محطات التميز التي كان فيها اللاعب عبر تمثيله لنادي تشيلسي الانكليزي فكان وبالا على المنتخب الذي ابعد لاعبين اخرين كانوا انفسهم كلمة السر الحقيقية التي بامكانها ايصال المنتخب البلجيكي لابعد المحطات في المونديال ..
والملفت في فخ الصحفي المتميز ششربل الذي وصفه بالجميل بان مهما تزينت فصول المونديال بالتقنيات وابرزت الاعتماد على الالية التكنولوجية بالابتعاد عن حدس الانسان ومتابعاته التي ظهرت في نسخ المونديال السابقة فكان المونديال الحالي بوابة لتجربة عدد اكبر من التقنيات التي مهمتها الابتعاد قدر الامكان عن ارتكاب الاخطاء التحكيمية التي خدشت وجه المونديال لاعوام وحررت الانتقادات لتظهر باعلى وتيرتها لتستبدل بعض الجزئيات اعتماد على تلك الانتقادات الى الاعتماد على التقنية في معرفة دخول الكرة للمرمى بكامل محيطها والتاكد من خروج الكرة لخارج الملعب ومع ذلك فالفخ ايضا ظهر مجددا ليبرز ان الكرة مهما استعانت بتلك التقنيات فانها بالاخير لعبة تعتمد على الاخطاء حتى تلك التي تكشفها الالة نفسها والتي لاتنزه الانسان عن الوقوع بالخطا مهما بلغت تلك التقنيات درجة مناسبة من الاهمية ..