عام آخر، أسحب في آخر يوم فيه من مفكرة الحياة، ورقته الاخيرة بعد اربعة ايام … والعام الذي مضى، 2022 رغم عناده وخشونته وقسوته وشروره، رحل غير مأسوف عليه.. بعد أن خلف في وطني آلاف الآهات والصراخ المكبوت ..
ماذا يدور في ذهني الان، وأنا أودع عاما وأستقبل أخر، وماذا خرجت من تجارب وحكمة ورؤى من سني حياتي السابقات ، وهي كثيرات !
لقد تيقنّت بأن الرجل الصالح ليس لقلبه حدود، وبمقدوره أن يعامل الصلاح بالصلاح ويعامل الطالح بالصلاح ايضا.. كما تيقنت بحاحتنا الى الامانة العقلية والى انتزاع الحق من جوف الاشياء .. وكلما كان الادراك أعمق، كان تفسيره أصعب وكلما تعمق إحساسنا بالأشياء، كان تحليلنا أقرب الى … المنطق !
وتعلمت إن كلمات الحق، تخنق ” الاخرين ” وكلمات المجاملة، هي الزيف بعينه .. وترسخت عندي القناعة بأن الرجال الصالحين لا يخاصمون ولا يجادلون !
وإنني كثيرا، ما وجدتُ نبتة طيبة في أرض ” سبخة ” وأيضا وجدتُ نبتة فاسدة في ارض ” طيبة ” وعلمتني الحياة إن الانسان الذكي لا يركض وراء سراب يلمع في صحراء المخيلة.. وإن الحب يمنح الانسان المنعة.. والكره يمنح الانسان الامتعاض والتعاسة .. وإن الحرية هي التي تربي الامم وهي التي تتيح الفرصة للأكفاء… وهي تسد الطريق أمام كل دسّاس… ماكر.
وأهم درس هضمته، هو إن وجوه الأطفال هي التي تفرش الأفق أمام عيني.. وإن النصيحة الطيبة، الصادقة … لا ثمن لها.
وإن وطننا، العراق الماسك بشراييننا، مثل المعشوقة، كلما نأينا عنها، سكنتنا، فاستوطنتنا واستحوذت على أرواحنا ، إذ كلما مد الله بـ ” العمر ” تعمّق ” مقامه ” في وجداننا .. فالعظيم، عظيم في كل شيء ، حتى في أحزانه وآلامه وإنه مثال الشجاعة … فهل هناك بطولة أكثر من أن يمسك المرء، جمرة نار ولّهه بالوطن .. بيديه غير آبه بالألم .. و يا له من ألم .!
وبمقدم العام 2023، اسمح لنفسي، وانا الداخل الى كهف الشيخوخة ، مغردا خارج المألوف ، بالقول : أتمنى لكل القلوب أن تخفق بالحب .. فبدون الحب، الانسان والسراب ..سواء بسواء!
—————————————-

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *