شهدت مدينة البصرة بكل منشئاتها وشوارعها وساحاتها وملاعبها ودوائرها حركة نشطة خلال الأشهر الأخيرة فضلا عما بذل من جهود جبارة في الأسابيع الماضية تحديدا في ظل تواجد دائم ومتابعة دؤوبة وتعاون تام من قبل السادة ( وزير الشباب والرياضة ورئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم ومحافظ البصرة ) المحترمون .. مما اعطى زخما وقوة لمفاصل العمل للتواصل وان تكون البصرة جاهزة بصورة جعلت حلم تنظيم خليجي 25 حقيقة سيعيشها العرب والعراقيون عامة واهل البصرة خاصة خلال أيام قادمة باذن الله مع اطلالة العام الجديد .

لسنا هنا بصدد المقارنة بين مونديال الدوحة وخليجي البصرة .. ولا يمكن تقليل شان أي منهما .. فلكل ظرف واهداف واستراتيج معين .. وبعد انتهاء الفرح العالمي في الدوحة الاستثنائية .. دعونا نعيش كاس خليجنا وبصرتنا بصورة استثنائية كما كان يحلم بحضورها الالاف من إخواننا العرب كما سمعناها منهم مباشرة مرارا وتكرار وهم يمنون النفس بحضور أيام البطولة والاستمتاع بدفء واجواء البصرة بما تعنيه من ثغر باسم ومصدر اشعاع حضاري ضارب الاطناب باعماق التاريخ في الماضي والحاضر والمستقبل .

خليجي البصرة ليس مجرد مسابقة للعب ( الطوبة ) كما يتوهم البعض .. بل انها تجمع دولي اخوي تعاوني شبابي رياضي .. بل محفل ثقافي لا يمكن ان ينطلق بهذا الشكل المزمع ولا بالتجمع المنتظر الا وان تكون ظروف موضوعية حضرت واشوط تحضيرية قطعت وجهود ميدانية بذلت وتوافقات اكبر قد نتجت وتبدلات حدثت حتى أنجزت … فعودة الاشقاء العرب والخليجيين الى العراق ذو دلالة وانعكاس لواقع جديد لا يمكن ان يقرا من زاوية رياضية فحسب .

كرة القدم اليوم غدت ذراع سياسي تنفيذي وهي تمتلك بين يديها أدوات عدة مهمة في تحقيق ما تريد من راي عام عالمي ضاغط وقوة مال اقتصادي ضخم واذرع سياسية متشابكة متفرعة متنفذة يمكن لها احداث أي تغيرات ومطالب متوقعة .. تكون قادرة على محاكاة الواقع واستنهاض الهمم والانطلاق نحو ضفاف شواطيء جديدة ملؤها الامن والسلام والعمل والتعاون والانفتاح وإعادة البناء المجتمعي والثقافي بما يختلف جذريا عما كان سائدا ..
لا اقصد .. انها تملك عصا سحرية ولا هي مجرد حكاية اسطورية تاريخية عن بساط السندباد .. بل لمن يجيد فك الشفرات ويوظف الملفات سيكون قادرا على فهم المستقبل بشكل افضل .. مما يجعل المراقبين يتاملون خيرا في ان تكون البصرة بوابة للعمل والانفتاح والتفاهم الجديد للانطلاق نحو تنظيم بطولات عربية وقارية وعالمية اكبر تكون بدياتها كاس الخليج فيما الطموح فيها كاس العالم .. وما بين هذه وتلك تصنع الحضارة الجديدة بكل تفاصيلها ومعادلاتها الظاهرة والخفية .. التي ينبغي ان نعي ونسعى ونعمل لما يجلب الخير للعراق والاخرين بصورة يمكن لها تجدد الامل وتبعث الطموح وتبعد الخيبات .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *