كانت تجربة شراء حذاء من شركة باتا الشهيرة واحدة من التجارب المثيرة والمتميزة التي بقيت تفاصيلها عالقة في الذاكرة ، حيث كانت الواجهة الزجاجية الواسعة لمحل باتا في منطقة راس الحواش والتي تعرض فيها نماذج الأحذية المختلفة هي الواجهة الأجمل والاكبر ولا ينافسها في الحجم اي محل آخر بما في ذلك واجهة محل حلويات فرج وعبد الستار نعوش الواقع مقابل مرقد الأمام الاعظم عند مدخل جسر الائمة في الأعظمية !!

يعتبر بلوغ الثامنة عشر من العمر مؤشرا فاصلا مابين مرحلة المراهقة المليئة بالتجارب المرتبكة التي يذهب اغلبها طي النسيان ولا يبقى منها سوى صور قليلة مقارنة بما تحمل ذاكرتنا من مرحلة الطفولة التي تسبقها او من تلك التجارب الأكثر نضجا التي تتشكل بعد بلوغ ما يعرف بسن الرشد !!

لا يساورني شك كبير بأن اغلبنا قد اختبر تجربة ارتداء حذاء أوسع من حجم قدميه خلال فترة المراهقة تحت ذريعة او تبرير بأن قدميك ستكبر سريعا وتصبح ملائمة للحذاء ذي النمرة الاكبر !!

وليس غريبا بأننا قد مارسنا ذات الشيء مع اولادنا في نفس المرحلة العمرية التي تشهد فيها اقدامهم نمواً متسارعا !!

بلوغ سن الرشد يرتبط كثيرا بتوقف الجسم عن النمو المتسارع عندها تكون مقتنياتنا من الألبسة والاحذية بحجم لا مرونة فيه لكننا نحتاج ان نمنح افكارنا التي نعتنقها فسحة اكبر لتكون خارج إطار القياس الثابت الذي يشبه الى حدٍ ما قياس الحذاء حين يضيق على القدمين !!

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *