-1-

من المفارقات المرّة :

انّ الذين يسألون عمّا لا يعنيهم هم أضعاف الذين يسألون عما يعنيهم ..!

-2-

وحين يسألُ المرءُ عَمّا لا يعنيه ويترك السؤال عما يعنيه فقد أساء الى نفسه أولاً حيث حرمها مما يجب ان تحيط به من علم، كما أنّه أصبح مورداً لمضايقة الآخرين حين استنطقهم عما لا شأن له فيه من امورهم وقضاياهم .

وفي المحصلة النهائية فانه لم يحصد الا الاستغراب من حالاته وأوضاعه.

-3-

من الفضول أنْ تسأل صديقكَ عن مقدار ما يتقاضاه من راتب شهريا، وعن مفردات إنفاقه اليومي ، ذلك أنَّ ما سألت عنه يعتبر مِنَ الخصوصيات التي قد لا يريد اطلاع الغير عليها .

ومن هنا اتسم السؤال بلون داكن،

ولكنك لو سألت صديقكَ مثلا :

كيف تقضي وقتك ؟

فأجابك :

معظم اوقاتي أُنفِقُها في المطالعة والكتابة ،

يكون سؤالك سبباً لتذكيرك بانَّ القراءة المستمرة والمتابعة للاصدارات الجديدة تجعلك في موضعك الطبيعي من الإلمام بثقافة عصرك .

أما إهمال القراءة ، والإعراض عن محاولة كتابة النافع من الكتابات في شتى المواضيع الفكرية والأدبية والثقافية والاخلاقية والاجتماعية فانّه يجعلك من الارقام السلبية في المجتمع .

وهذا ما لا يرضاه لنفسه الحصيف اللبيب .

-4-

وقد سألني أحد كبار الأعلام عن كيفية قضاء وقتي فأجبتُه :

اذا استثنينا أوقات النوم والراحة فان باقي الساعات كلها أُنفقها في القراءة والكتابة، وانا استشعر الوحشة والغربة بعيداً عن الكتاب أحبّ الاصدقاء اليّ .

وكانت حصيلة هذه القراءة والكتابة على مدى عقد من الزمن عبارة عن موسوعة طُبع منها حتى الان ثلاثة وثمانون جزءً ، هذا فضلاً عن اصدارات عديدة أخرى .

لا أذكر ذلك تبججا وافتخاراً ،وانّما اذكر ذلك تنبيها على أهمية المطالعة والمتابعة والكتابة، وأدعو جميع الأحبة ان لا ينسوا نصيبهم منها ونحن بانتظار ما يتحفوننا به .

ليست الكتابة أمراً عسيراً كما قد يتخيل البعض للوهلة الأولى.

وحين تقرأ وتمسك بيدك القلم والقرطاس وتحاول أنْ تكتب في موضوع تملك الإلمام به ستجد أنك قادر على ذلك ، فأطرد الخوف من الفشل عن ذهنك ، وتوكل على الله وستجد ما يسرك .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *