الموت مذعر مخيف مرعب هذه الثيمة الغريبة حيرت العلماء والفلاسفة والمفكرين وعوام الناس ،ماوراء الموت هل توجد حياة بعد الموت اين يرحل الانسان ماهي حياته الاخرى لماذا الموت ،تنهمك الناس في شؤنها تتناسى الموت ،لكن سرعان مايعود يشغل فكر ها لحظات مواجهته بالامرض والحروب والزلازل والحوادث والفيضانات والمفخخات واذا مات اخا اوجار او صديق في مراسم الشييع والدفن تشحب الوجوه وتتطهر الانفس في هذه اللحظات المفجعة والعجيب هناك من يذهب عنوة للموت عن طريق الانتحار وهنالك من عكسه تماما يسعى للخلود عن طريق انجاب الذرية اوعن طريق كتابة قصيدة مدهشة مثل انشودة المطر للسياب او قطعة موسيقة اخاذة مثل السمفونية التاسعة لبتهوفن او نصب تمثال بارع مثل تمثال الحرية لجواد سليم او رسم لوحة مثيرة ومذهلة مثل المونليزا لدافنشي وهكذا دواليك ،كاد ان يفنى عملاق الادب الروسي دوستفسكي حينما حكم عليه بالاعدام لكن انقذه القدر في اللحظات الاخيرة وعفي عنه خفف الحكم نفيا الى سيبيريا اربعة اعوام مع الاعمال الشاقة ما كابده من مشقة وتداعيات نفسية ،اضطراب وقلق وتوتر وحيرة وذعر وهلع ورعب وخوف في الساعات الاخيرة وهويجر لتفيذ الحكم علية تمخض عن هذه التداعيات في وجدان ومخيلة هذا الاديب العظيم عمله الخالد رواية الابلة والفكرة التي غيرة حكم الاعدام في كثير من الدول في هذه الرواية بكل بساطة فرق بين ان تقتل وانت في غفلة من امرك ،وان تجر عنوة للموت مثل الخروف ويجهز عليك، سبق الاصرار والترصد ،طور هذه الفكرة الروائي العبثي اللامع البير كامو في رواية المقصلة ،تتحشد الناس امام المقصلة لتنفيذ حكم الاعدام بقطع الرأس على الجاني ليكن عبرة للاخرين لتكف الناس عن الجريمة والجنوح لكن باغتنا هذا الروائي الفذ بتصويره المذهل وخياله الخصب في اثناء تجمع الناس لمشاهدة تنفيذ الحكم هنالك من يسرق الذي بجانبه ليصل لنا حكم الاعدام لم يكن رادعاً بتاتا ،لكن يتساءل سائل ويفحمك بحجة طاغية من امن العقاب تمرس على الجريمة ،بالتأكيد لا نطمح للافراج عن القاتل لكن يحكم عليه بالسجن المؤبد ،كون لا تسلب حياة شخص قسرا ولاتعطه فرصة ليرتب اثاث نفسه واصلاحها ، هنالك ظروف اقتصادية ونفسية وايدلوجية تدفعه لتنفيذ الجريمة.

اطراف الحديث

التقيت شاعراً من تونس الخضراء في مهرجان المربد الاخير وتجاذبنا اطراف الحديث ،تكلم عن تونس وتطورها ومررنا بهكذا موضوع عن مرتكبي الجرائم عولجوا بالتثقيف والفنون مثل الرسم والشعر والسينما والمسرح تحسن سلوكهم وتطورت مواهبهم وخفف الحكم عليهم وافرج عنهم بعد تشذيب انفسهم وخدموا البلاد هذا نموذج من البلدان العربية والكثير من الدول المتحضرة تعالج بهذه الطريقة ،باتت كلمة ينبغي مقيتة ومستحيلة في ظل الظروف التي يعيشها العراق من فلتان امني وفقر مدقع وخراب عمراني وتردي صحي وتعليم متدني،ينبغي على الانسان ان يكن حسن السلوك اكثر انسانية اكثر حضارة ينأى عن الجشع قنوع رحيم ،ينبغي ان يتخلى عن قانون السن بالسن والعين بالعين هذه الينبغي ليست مستحيلة العالم برمتة بات اقل وحشية وضراوة مما كان علية، مثلا بالعراق تلاشى عرف الفصلية وتعدد الزوجات وغيرها ،الجنس البشري قاطبة من سلف مشترك واحد لكن مايمز دولة عن دولة في حضارتها ،هو الرفاه الاقتصاد وحصر السلاح بيد الدولة والتسامح الديني وحرية التعبير والديمقراطية واطلاق الفنون لعنان السماء ،في مداهمة جاحة كورونا وصور لنا هذا الفيروس خطير ومميت تراحمنا بيننا عن طريق السلة الغذائية والتعقيم وغيرها من الاعمال الانسانية بات الاكثر وحشية من ذوي الثراء الفاحش رحيم مع الناس مواجهة الموت مذعرة ومهلعة ومرعبة ومخيفة .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *