وردتني رسالة من صديق حميم عبر البريد الألكتروني عن مقال كتبه عالم الاجتماع السويدي بيريوهانسون الذي دًرس مادة علم الاجتماع في جامعة ستوكهولم مقالا لكبار السن واضعا تجربته الشخصية بعد تقاعده عن العمل والتدريس بعنوان ” الربع الأخير من العمر ” ويبدو الكاتب وهو في سن الشيخوخة ادرك ان الزمن تحرك بسرعة انقضت بها سنوات العمر، وزعم ان الانسان يمر بأربعة مراحل والحال انه كتب عن الربع الاخير ، ويتساءل أين ذهبت كل تلك السنين .. ومتى والى اين غادر شبابي ؛؟ كما وتضمن المقال إضاءات مهمة عن الحياة في الربع الاخير وانا على يقين ان الحياة لا تقارن بين من يعيش في مباهج السويد والحياة البائسة في العراق رغم ان هناك كبار العلماء في علم الاجتماع ولهم انجازات قيمة في هذا المضمار ولا اعلم ان تناولت اقلامهم هذه الشريحة المهمة في المجتمع ، وما هو دور الحكومة في الرعاية وما يقتضيه الواجب من اهتمام يضمن حياة كريمة لكبار السن في الربع الاخير انا الآن في الثمانين من العمر ها هو الربع الرابع طرق بابي وغاب شبابي موظف متقاعد براتب غير مجزي بالحد الادنى في سلم الرواتب مصنف تحت خط الفقر اعيش في ضنك غلاء المعيشة كغيري من المتقاعدين ، وبودي ان اُذُكر الموظفين وكل مسؤول انه سيأتيك الربع الاخير اسرع مما تتوقع ، ستكون شيباً مثلي ، تتحرك ببطء ، وتسمع بعسر ، وتفهم بمشقة ، ربما يكن البعض افضل مني وبعضهم أسوأ من حالي ، قد لا تدرك السرعة التي انقضت بها السنوات ، اعود الى صديقي ” موفق طوبيا ” وهو من ارسل لي مقال عالم الاجتماع السويدي الذي ختم المقال بالقول : أخيرا .. واظن ذلك وهو خلاصة حكمتي في هذه الحياة .. نحن نعلم جيدا أننا لن نستطيع أن نضيف وقتاً الى حياتنا ، ولكننا يمكن ان نظيف حياة إلى وقتنا الآن يمكن ان نقول نحن اضفنا حياة إلى وقتنا ونحن في الربع الرابع في تواصلنا بلقاءات دورية منتظمة كل نصف شهر في كازينو الافندي لنستذكر الربع الاول من الحياة حيث مهد الطفولة وملاعب الصبى في مدينتنا الناصرية ، لهذه اللقاءات متعة ومتنفس للشيخوخة عندما ينعقد مجلسنا بوقار الشيبة وعكاز البعض يؤكد بداية النهاية ، إلا ان احدهم يكابر بالقول ساخرا انها عصى تبختر، بيننا من تجاوز الثمانين والبعض الأخر أقل بقليل ، والمجلس اذا اكتمل بحضور الجميع يأخذ عرض قاعة الجلوس في المقهى وتدوم الجلسة خلال الصباح حتى منتصف النهار نستعيد خلالها الذكريات والرغبات التي راح كل منا يلوذ بها لمواجهة وهن الجسد وهموم المرجعات للأطباء في الحارثيه وسعير اسعار العلاج ، وحكايات عن الحاضر والماضي عانيناه بكل ما حمل من ويلات والأيام تمضي وتمضي الشهور والأعوام .. وكل منا شاهد على العصر نترقب بعين مبصرة عن ما جرى ويجري في هذا البلد من ويلات وآلام لا يسلم منها أحد .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *