التاريخ يقول: السرقة جريمة تضعف قيم المجتمع وتشوه ثقافته ولها تداعيات كبيرة على مختلف الأنشطة والسلوكيات والتعاملات، فقد ذكرت عقوبة السرقة في القرآن الكريم قال تعالى: (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِّنَ اللَّهِ ? وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (38) المائدة). الكتاب المسطور شدد على عقوبة السرقة ووجوب تنفيذها لانها تحمي المجتمع من الفساد وتكون رادع لمن يفكر أو يحاول ان يسرق، لذلك فان العقوبة واجبة التنفيذ اذ لا قيمة للمال أو المواد المسروقة مقابل الأثر السلبي المدمر على المجتمع الذي يتركه مكافأة السارق واطلاقه دون عقاب أو مقايضة العقوبة بالمال أو المواد المسروقة، وحادثة المرأة المخزومية التي سرقت تقول: أن قريشا أهمهم شأن المرأة التي سرقت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة الفتح، فقالوا: من يكلم فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقالوا: ومن يجترئ عليه إلا أسامة بن زيد، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكلمه فيها أسامة بن زيد، فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: «أتشفع في حد من حدود الله؟»? فقال له أسامة: استغفر لي يا رسول الله، فلما كان العشي، قام رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاختطب، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: «أما بعد، فإنما أهلك الذين من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد، وإني والذي نفسي بيده، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها»? ثم أمر بتلك المرأة التي سرقت، فقطعت يدها. تطبيق القانون على الجميع دون اسثتناءات يحفظ حقوق الجميع ويصون الحريات ويعزز الولاء والانتماء والأمانة والنزاهة وثقافة الالتزام والأمن والمسؤولية المجتمعية. القصاص وتطبيق القانون حياة ولكن تعطيله أو مقايضته ينتج صراعاً سلبياً قائماً على التخادم وضمان الافلات من العقاب، (وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) البقرة).

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *