انه وبحــــــق رائــــد المسرح العراقي، الفنان حقي الشبلي (1913- 1985) مؤسس الفرقة الوطنية للتمثيل ومؤسس قسم المسرح في معهد الفنون الجميلة والذي اصبح رئيسا للقسم وعميدا للمعهد.
قام باول دور تمثيلي في فرقة جورج ابيض المصرية عام 1926 وعاد للعراق مبشرا بالفن المسرحي فتخرج من تحت عباءته كل الفنانين الرواد والذين يدينون بالفضل لمعلمهم الاستاذ الشبلي. لقد رسخ رحمه الله دور المسرح والفن في الحياة العصرية وجعل للفنان العراقي مكانة محترمة، فقد جاهد وتلاميذه امام النظرة (الدونية) والسائدة انذاك ليرفع من قيمة الفن والفنان. اذكر ان فنانا معروفا تقدم لخطبة فتاة وجوبه حينها بالرفض من عائلتها لكونه (قرقوز) لا قيمة لعمله ولمستقبل ابنتهم!
وبعد جهد وصبر اثمرت اعمالهم الفنية الهادفة ان تجعل للفنان مكانة مهمة وراقية بعد ان ترجموا معاناة الشعب وتطلعاته لمستقبل وحياة جديدة.
وفـــــــي كتاب اعترافات للاستاذ زيد الحلي انقل و (بتصرف) دور الاستاذ حقي الشبلي في شحذ همم العاملين معه : يذكر الفنان الرائــــد بدري حسون فريد ان مسرحية الطوفان والتي كتبها الاستاذ عــــادل كاظــــــم واخرجها الفنان حقي الشبلي والتي رشحت للعــــرض في مهرجان دمشق الرابع للفنون المسرحية .
في عام 1972 وقبل ان ترفع الستارة وبعد ان تاكد الاستاذ الشــــــــبلي من جهوزية المسرح، تــــــقدمت واثـــــقا من نفسي وسط المسرح كي أقوم بــدوري وفجأة وفي مؤامرة خبيثة اريد منها افشــــــــال عرض المسرحية اطفـــــأوا الانارة ووقفت حائرا وقد لفني الخوف والارتباك وكم حاولت وسط الظلام ان اتلافى الموقف ولم استطع. فاسدل الستار، رجعت خائبا مهزوما ارتعد خوفا ولما اعيدت الانارة لم استطع ان اعيد المشهد فقد انتابني القلق وحتمية الفشل بعد ان ضاعت الكلمات والتركيز وقررت ان انسحب!
وجاء المعلم مخرج العمل طوقني مثل اب وقال؛ بدري عليك الان مســـــــؤلية اكبر كي تثـــبت للاخرين اننا لا نهزم، اصعد وكن بطلا.
رحل حقي الشبلي تاركا اثرا عظيما بعد ان انجب للمسرح العراقي اساتذة كبار يدينون بالفضل لمعلمهم المؤسس الاول الفنان الكبير حقي الشبلي.