من ذكريات الدراسة في مدرسة الغزالي الابتدائيةالتابعة لناحية الطار في محافظة ذي قار:

اخرج مرشد الصف الرابع ، في بداية العام الدراسي 1974-1975 قلم حبر داخل علبة انيقة قائلاً : هذه جائزة الطالب الذي سيكون الأول على الصف في نهاية السنة ، وكان التنافس ملحوظاً بين الطلاب لنيل الجائزة التي كانت حافزا للجد والاجتهاد .

ولم يعلن عن ذلك التلميذ الناجح الأول حتى وقت إعلان النتائج …وكانت فرحتي وفرحة الأهل لاتوصف بالنتيجة والجائزة حين نطق مدير المدرسة بأسمي مضيفاً.. الناجح الأول…مبروك…وكان ذلك القلم هو الأثمن في حياتي ، لإرتباطه بمعاني أبوية وتبريوية كبيرة. كان ذلك المعلم هو الاستاذ مؤيد محمد عباس من اهالي الحلة الكرام ، لازالت الذاكرة تحتفظ بصورته وصوته وطريقته في التعليم ،كان مربيا” بحق.. اقول: اكتب هذه الاسطر بعد مرور 44عام ..كم هو جميل أن تتذكر معلمك وتذكره بخير بعد أكثر من اربعة عقود من الزمن. بل كم هو رائع أن تحتفظ ذاكرتك بأسم مدرستك وأسماء معلميك وزملاءك وذكرياتك ، والأروع والأجمل من ذلك أن يكون هناك سؤال وتواصل ووفاء وتجديد عهد بمن كان لهم فضل وتربطنا بهم علاقة أبوية وعلاقة زمالة وصداقة تمتد لسنوات طويلة فيها مافيها من المواقف والذكريات .لأبناءِناهناك مقهى في مدينتي أحياناً يكون طريقي من أمامه فأدخل لإلقاء نظرة سريعة على رواد المقهى الجالسين فيه .

ليس لي شغلٌ بذلكَ المقهى .. لكن قدماي تأخذاني إليهِ ، كلما إقتربتُ منهُ…لا لشيءٍ ، إلا لإلقاء التحية والسلام على معلمي الذي إعتاد أن يجلس هناك .

بيني وبين مُعلمي في الإبتدائية ، فترة تزيد على الأربعين عاماًولازلتُ أشعرُ وأنا بهذا العمر ، بذات الهيبة والإحترام ، لذلك المعلم القدير كما كنتُ بالأمس.

حفظ الله مدرسينا ومعلمينا وأمد في أعمارهم…ورحم الماضين .

أقول : بين جيلنا وجيلكم أحبتنا… فلذات أكبادنا ، فرقٌ كبير ، نتمنى أن تقتفوا آثار آباءكم وأجدادكم فالخير في الأقتداء بهم وبسيرتهم .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *