توثقت علاقتي بشارع الرشيد على عهد الجامعة فقد مدني بالثقافة والمتعة وحبب لي التاريخ والصحافة وجعل عيوني تطارد اقدم شواهده من محال ومقاهي ومكتبات في جمعة كانونيه تمردت على الرتابه وحزمت امري لاستنشق عبير الشارع واتصفح رفوف مكتباته ..وبعد اداء طقس ديني في جامع المراديه المنسوب للوالي العثماني مراد باشا نزلت الى الشارع وعرفت انني امط قدماي في جادة او درب ذلك الاسم الاول لشارع الرشيد فلقد غابت السيارات التي تزين تعبيده واندثرت اغلب محلاته واصبح المرور على اسفلت الشارع متاحا لشرائح مختلفة من المجتمع البغدادي ومن حل ضيفا عليه لنزهة او دراسة او عمل.. هنا يقف طلاب ورجال كبار يتصفحون زهيد الثمن من الكتب التي تكدست بمسافات متقاربة كانها تتناسخ وسط الشارع قرب مقهى الزهاوي _الذي يسمع فيه صوت الغناء والالات الموسيقيه ويدعوك لدخول باحته والاتكاء على ارائكه مقابل 1000 دينارا _تتجه انظار الناس الى شخص طويل القامه انيق المظهر كلما خطا خطوات استوقفه شاب او طفل بمعيت والديه واحيانا رجلا لالتقاط صوره معه عبر الجوال وقفت استطلع الشخص المرحب به فاذا هو صاحب البرنامج الحواري الشهير اطراف الحديث مجيد السامرائي فتدافعت مع الاخرين لمصافحته والثناء على اعداده وتقديمه الرائع والعميق لاطراف الحديث متمنيا عليه استضافة شخصيات تربوية.. تركت الناس تلتقط السلفي واخذت اجر خطواتي مصوبا نظراتي على محتويات بعض المحال التي تعج بكل ما يتعلق بعالم الحلاقة وتجميل البشره وتهذيب الشعر مررت من امام شربت الحاج زباله وشاهدت مقاعد مقهى حسن عجمي وقد وثقت علاقاتها بالكثير من الشباب الذي يلتهم دخان النراكيل وتتلاعب اصابعه بازرة الهاتف الجوال .. الشمس تنحدر للمغيب ونهارات الشتاء قصيره ولابد من يوم جديد يروي الضمأ لمشاهدات لما يضمه شارع الرشيد.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *