اتى الشتاء وعاد قويا ظل الكورونا لينتشر في خطوات الوباء الفايروسي والرئوي والمناعي الذي يختفي قليلا ويظهر قويا ثانية ، وهاهي وزارة الصحة العراقية تحذر من عودة وشيكة لموجة جديدة من وباء الكورونا بعض الناس يعتبر الكورونا مزحة وخدعة وبعبع تم تغذيته ليضبط ايقاع المجتمعات ضمن منطق الخوف والخضوع للذي يريد ان يهمن على العالم .وبعضه يعتبره سهوا جينيا ومختبريا انتقلت في مركز ابحاث في الصين ،وبعضه اعتبره وباء عولمياً اتى بفعل متغيرات البيئة والسلوك والاوزون والحروب الجرثومية . ولكنه كواقع موجود حتى ولو تحول الى ما يشبه الانفلونزا. مع الكورونا تنامت المشاعر المتباينة وكان ارتداء الكمامة واحد من مظاهرها ،وربما اختفى ارتدائها في العراق لضجر الناس منها وعدم قناعتهم بتأثيرها كواقع يمنع وصول الفايروس الى الرئتين اثناء الاختلاط الاجتماعي ، ولكن هنا في المانيا مثلا مازال ارتداء الكمامة وخصوصا في المواصلات امرا الزاميا وقد تعود الالمان على هذا الامر والتزموا بما اشارت اليه وزارة الصحة الالمانية.الفرق بين الوزارتين العراقية والالمانية ان الاولى تنادي وتعلن وترشد ولكن لا احد يستمع اليها .اجيء الى فيما يخص الكمامة . فهي عبارة عن قماشة زرقاء او بيضاء يتم ارتداها للوقاية وعادة ما تكون رخيصة او مجانية . لكن بطر بعض العراقيين الغريب والهجين انهم بذءوا يصنعونها من رقائق الذهب الخفيف ، وقد شاهدت اكثر من اعلان في الفيس بوك يسوق لكمامة من الذهب سعرها ثلاثة ملايين ، طبعا على شاكلة لصوص الضرائب والنفط والاستثمارات وصفقات الشاي والرز المغشوش والسكراب والمنافذ الحدودية فأن الامر عادي جدا ،ولن يؤثر ابدا ان تذهب الحرم المصون الى مول المنصور وهي ترتدي كمامة من ذهب .وقبلها رأيت اعلان لصائغ حول حجاب من الذهب سعره ستين مليون دينار . وغدا ستظهر موضة الرموش الذهبية والاظافر الذهبية والطماطة الذهبية.

مع كمامات الفقراء المصنوعة من القماش وللاستعمال الواحد ،وكمامات الاثرياء المصنوعة من الذهب ومتعددة الاستعمالات من خلال غسلها تظهر الفوارق الظالمة بين القلة والاكثرية ، وهو جزء من تصرف ساذج وعدواني ولامبالي لمشاعر الناس عندما تترنح البطة في الاسواق وهي ترتدي كمامات من الذهب وفقراء بلدها يتجمعون في الرصيف المقابل يطالبون الحكومة بتشغيل العاطلين عن العمل وتوفير الخدمات والكهرباء وزيادة رواتب المتقاعدين وفك الاختناقات المروية المزعجة

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *