دخلَ حرفُ الراء في حياتي مرتين المرة الاولى عندما كنت موظفاً في إحدى الدوائر الحكومية إذ ترفعتُ الى درجة ( رئيس الملاحظين ) صار تحت امرتي حوالي خمسة عشر موظفًا وموظفةً ، ووقتذاك كنت في عمر خمسة وعشرين ، وأنتابني شعورٌ بالزهو والثقة بالنفس مصحوباً بشيء من الغرور والتعالي حتى على من هم اكبر مني سنًا وأقدم مني خدمة في الوظيفة ، والمرة الثانية في ثمانينات القرن الماضي عندما كنت مكلفًا لخدمة الاحتياط في حرب الثمان سنوات ، عندما ترقيتُ إلى رتبة رئيس عرفاء وأصبحت مسوؤلاً عن فصيل من الجنود في حدود 120جندياً ، و هذه المرة كنت اكثر خبرة وحكمة من قبلها فتعاملت مع الجنود الذين كنت مسوؤلا عنهم بقليل من التعالي والحدة ، وكان السبب الهدايا التي كنت اجدها في مكتبي المتواضع في مقرّ الوحدة العسكرية و الذي كان موقعه في احدى ضواحي بغداد المسوؤلة على حماية بعض المنشأت، وفي تلك المرتين كان لحرف ( الراء) سحرًا عجيبًا وللمكانة لذة يمنحها للشخص فكلّ الراءات في : ( رئيس الجمهورية، ورئيس الوزراء، ورئيس البرلمان، ورئيس التحرير، ورئيس المؤسسة) وما تحمله من سلطة وقوة كانت أكثر تأثيرا واجلّ مهابة من ( حرف الدال) دكتور سواء اكان ( طبيبًا ، أو الدكتور الاكاديمي) والذي لم يتغلب على الراء بالرغم من امتلاكه أدوات العلم والمعرفة لكنه لم يستطع التغلب على الراء ، ولأجل تلك السلطة اَي رئيس ولأي منصب لايتركه بسهولة او يتخلى عنه وما اكثر الحالات التي يموت فيها دفاعاً عن هذا الحرف الملعون ، عكس الدال الذي لم يكن الحصول عليه سهلاً بل بعد جهد ومعانات وسهر ليالي وتعب سنين، اما الراء فالحصول عليه بطرق عدة ( مشروعة وغير مشروعة) كالقوة او الوراثة او المؤامرة او انتخاب

لقد عانيت بعد خروجي من رئاسة الشعبة في الدائرة ، وتجريدي من مسوؤلية الفصيل العسكري أيما معاناة ولذلك بت اشعر بشعور اَي رئيس يجرد من منصب الرئاسة ،

فإذا كنت قد حزنت وعانيت على فقدي لشعبة من خمسة عشرة افراد ، ومن فصيل من 120 جنديًا ، فكيف برئيس يحكم ملايين ، لكم ان تتخيلوا.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *