هناك‭ ‬حساب‭ ‬داخلي‭ ‬عراقي‭ ‬لابدّ‭ ‬من‭ ‬مواجهته‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬مع‭ ‬البصرة‭ ‬التي‭ ‬تألقت‭ ‬في‭ ‬إقامة‭ ‬بطولة‭ ‬الخليج‭ ‬العربي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬في‭ ‬دورتها‭ ‬الخامسة‭ ‬والعشرين‭. ‬وهذا‭ ‬الحساب‭ ‬من‭ ‬اختصاص‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬وادارتها‭ ‬المحلية‭ ‬أيضاً،‭ ‬في‭ ‬الشروع‭ ‬بخطة‭ ‬تنمية‭ ‬كبرى‭ ‬لتطوير‭ ‬البصرة‭ ‬ذات‭ ‬التميز‭ ‬الخاص‭ ‬بحكم‭ ‬موقعها‭ ‬البحري‭ ‬العراقي‭ ‬الوحيد،‭ ‬وكونها‭ ‬الممر‭ ‬التجاري‭ ‬الأساس‭ ‬عبر‭ ‬الموانئ،‭ ‬وميناء‭ ‬الفاو‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬مقدمتها‭.‬

هناك‭ ‬احياء‭ ‬سكنية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬بعيدة‭ ‬عن‭ ‬الخدمات‭ ‬المعيشية‭ ‬اللائقة‭ ‬فضلا‭ ‬عن‭ ‬تجمعات‭ ‬سكانية‭ ‬وأسواق‭ ‬تنتظر‭ ‬العناية‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تصل‭ ‬اليها‭.‬

لكن‭ ‬الأهم‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬هو‭ ‬الانتقال‭ ‬بالبصرة‭ ‬من‭ ‬وضعها‭ ‬الحالي‭ ‬الى‭ ‬مرحلة‭ ‬صناعية‭ ‬تتركز‭ ‬فيها‭ ‬المصانع‭ ‬والصناعات‭ ‬التحويلية‭ ‬التي‭ ‬تفيد‭ ‬من‭ ‬قرب‭ ‬منافذ‭ ‬التصدير،‭ ‬الى‭ ‬جانب‭ ‬عمليات‭ ‬التصدير‭ ‬كطرف‭ ‬ثالث‭ ‬وسيط‭ ‬عبر‭ ‬البر‭ ‬العراقي‭. ‬ولنا‭ ‬أن‭ ‬ندرس‭ ‬تجارب‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬في‭ ‬التعامل‭ ‬الناجع‭ ‬مع‭ ‬موانئها،‭ ‬كما‭ ‬في‭ ‬دولة‭ ‬الامارات‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬خاص‭.‬

‭ ‬وهذا‭ ‬يتطلب‭ ‬تحديث‭ ‬قوانين‭ ‬الاستثمار‭ ‬والإقامة‭ ‬للأجانب‭ ‬مع‭ ‬حملة‭ ‬إعلامية‭ ‬تفيد‭ ‬من‭ ‬الوهج‭ ‬الساطع‭ ‬لصورة‭ ‬البصرة‭ ‬بعد

‭ ‬‮«‬‭ ‬خليجي25‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬استقطاب‭ ‬استثمارات‭ ‬عربية‭ ‬وأجنبية،‭ ‬ولعلّ‭ ‬دول‭ ‬الخليج‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬مقدمة‭ ‬المساهمين‭ ‬في‭ ‬استثمارات‭ ‬صناعية‭ ‬متوسطة‭ ‬وصغيرة‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬ضخ‭ ‬طاقة‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬اقتصاديات‭ ‬المدينة‭ ‬النفطية‭ ‬المهمة‭ ‬في‭ ‬العراق،‭ ‬والتي‭ ‬يعاني‭ ‬أهلها‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬معيشية‭ ‬وخدمية‭ ‬ونسبة‭ ‬بطالة‭ ‬كبيرة‭ ‬لا‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬المكانة‭ ‬العالية‭ ‬التي‭ ‬تتوافر‭ ‬عليها‭ ‬درة‭ ‬الخليج‭.‬

حتى‭ ‬زيارة‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬الى‭ ‬المانيا،‭ ‬كان‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للبصرة‭ ‬الثقل‭ ‬المناسب‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬التفكير‭ ‬في‭ ‬مشاريع‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬مزايا‭ ‬المدينة‭ ‬المُطلة‭ ‬على‭ ‬الخليج‭.‬

إذا‭ ‬ضاعت‭ ‬فرصة‭ ‬بطولة‭ ‬خليجي‭ ‬الرياضية‭ ‬ولم‭ ‬يتم‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬مد‭ ‬الجسور‭ ‬مع‭ ‬العرب‭ ‬والعالم‭ ‬من‭ ‬نواح‭ ‬اقتصادية‭ ‬واستثمارية‭ ‬وتنموية‭ ‬وتجارية،‭ ‬فإنّ‭ ‬ذلك‭ ‬سيعني‭ ‬انّ‭ ‬الخلل‭ ‬ليس‭ ‬عرضياً،‭ ‬وانّما‭ ‬هو‭ ‬قائم‭ ‬وراسخ‭ ‬في‭ ‬بنية‭ ‬التفكير‭ ‬السياسي‭ ‬لإدارة‭ ‬بلد‭ ‬عظيم‭ ‬هو‭ ‬العراق‭.‬

‭ ‬سننتظر‭ ‬فترة‭ ‬مناسبة‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬ونراقب‭ ‬ما‭ ‬يجري،‭ ‬ولنا‭ ‬عودة‭ ‬الى‭ ‬تفاصيل‭ ‬أساسية‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬المسألة

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *