العراقيون وبسبب ما اصابهم من عظائم النوائب والحروب لم يجودوا منذ عقود فسحة من الامل للتخلص من الالم الذي كان ومايزال ياخذ منهم حيزاً كبيراً في حياتهم ،، وربما جاءت فرصة دورة الخليج العربي 25 لكي تفرغ ما يحملون من آلام السنين وكانهم عطشى وهم كذلك ليرتوا من افراح هذه الايام الجميلة ، لم تكن خليجي 25 سوى ايام مشرقة ضمن سنين طويلة من الحزن والالم ، فجاء كرم البسطاء من عامة الشعب العراقي وتحديداً البصراوي العفوي لكل من تقع اعينهم عليه من الزوار العرب الخليجون وكانهم نزولوا عليهم من السماء وكأن المشجعين العرب كأخ ٍاو عزيزٍ كان غائباً 40 عام وعاد الى اهله فما عسى اهله يفعلون عند قدومه فالاحضان مكانه ونحر الذبائح او توزيع الحلوى للتعبير عن الابتهاج بقدوم هذا الغائب العزيز وهذا ما جرى ويجري في البصرة الفيحاء بصرة الاطياب والارطاب ..فهو كرم عفوي نابع من القلب ليسكن القلب ….الدول تحرص على الحصول تنظيم الدورات والفعاليات الرياضية لعدة اسباب اولها للحصول على مورد مالي وتحريك اقتصادها والثاني لكي تثبت للعالم انها دولة قوية متماسكة قادرة على تنظيم هكذا تجمعات والفعاليات او اظهار تاريخيها والانفتاح على العالم وتسعى هذه الدول باظهار كرمها لضيوفها من زاوية تقديم الخدمات بشكل حضاري ممنهج وعادة ما تسخر لذلك كوادر متخصصة والاستفادة باقصى ما يمكن من الايام التي تقام بها هذه الفعاليات الكبيرة لتخرج منها بمخرجات ناجحة من حيث المردود الاقتصادي والثقافي والانساني فهي اهداف واضحة ممنهجة لكل من يحصل على فرصة تنظيم المسابقات الرياضية وهذا ليس عيباً طبعاً ، الا اهل البصرة فكان كرمهم العفوي كرم العربي الاصيل ربما خرج على المعروف من الاهداف سالفة الذكر فكرمهم شعبي عفوي انساني غير ممنهج خرج عن المألوف الى حد بعيد واعطى درساً بليغاً بان الحياة لا تصنع بالمال وحده ، فكسبت قلوب زوارها ومن شاهد كرمها على الفضائيات ولم يزورها كل معاني الطيبة ومعاني الكرم الحاتمي والرجولة … فمن زارها سيعود حتماً لها مرات ومرات ومن ســـــــمع عن كرمها وطيبة اهلها فهـــــــو تواق لزيارتها ، وهذا اجمل وافضل نجاح حـــــــــققه البصريون لمدينتهم وبلدهم العراق ربما هو كأس البطولة الحقيقي.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *