من ذكريات قريتنا الوادعة…في أيامالسبعينيات قدمت الى قريتنا مفرزة طبية لتقديم بعض الخدمات الصحية..وكانت المفرزة متكونة من كادر طبي بينهم ممرضة…وكان من المعتاد في هكذا حالة ان يكون تواجد المفرزة في احدى مضايف القرية… وبالفعل اتخذت المفرزة من مضيف المرحوم محيسن آل عليوي رحمهُ الله مكاناً لمراجعة من يريد عرض حالتهُ على المفرزة ه

الطريف في الأمر أن أحد رجال القرية لم يستسيغ ان تجلس إمرأة بين الرجال في المضيف وظل حانقاً من المنظر حتى وجه كلامهُ إلى تلك المرأة : عمي اتفضلي يمخواتچ داخل البيت گعدتچ اهناه زحمه ابنيتي ! ..ولإمانة النقل كان ذلك الرجل والدي الحاج جابر رحمه الله تعالى ..ولقد وافق رأيه الحاضرون وانصاعت الممرضة بكل أدب الى الكلام …فكانت مراجعة النساء لها بلاحرج داخل البيت والرجال كالعادة الى داخل المضيف .اقول : نحن لانريد ان نكون بهذه الكيفية ولا ان نعود الى الوراء والى تقاليد وطباع عفى عليهاالزمن..لكن اقول: كم اصبحت الفجوة واسعة بين ما كان عليه أهلنا من حرص شديد على قيَم توارثوها ولم يفرطوا بها وبين مانحن عليه الآن.اتمنى ان يطلع ابناءنا اليوم على ماكان عليه أهلنا .لايفوتني ان اشير إلى إحترامنا الشديد لنصف المجتمع الأم والاخت والزوجة فهي إيقونة الحياة الفاعل…لكني اردت ان اتحدث عن إحترام التقاليد في زمن كان له طعم ومن بين التقاليد صيانة المرأة كجوهرة غالية لابد من المحافظة عليها.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *