البصرة

في‭ ‬تخومِ‭ ‬البحرِ‭ ‬والخليجْ

في‭ ‬عيون‭ ‬القادمين‭ ‬

تُصبحين‭ ‬الملكة

نخلكِ‭ ‬الماسيُّ‭ ‬ضوءٌ

للقلوب‭ ‬المطفأة

حين‭ ‬تمشينَ‭ ‬هُوَيناً‭ ‬

فوق‭ ‬تاج‭ ‬السنبلة

يصبحُ‭ ‬الوردُ‭ ‬خجولاً‭ ‬في‭ ‬الملاعب

ثُمَّ‭ ‬يهمي‭ ‬من‭ ‬جناحيكِ‭ ‬الرحيق

فيصير‭ ‬العشب‭ ‬شَهداً

وتكونُ‭ ‬المعجزة‭.‬

نجوم‭ ‬الميناء‭ ‬والمنتخب‭ ‬الوطني

عل‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬وجود‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية‭ ‬العراقية‭ ‬والعربية‭ ‬التي‭ ‬تغطي‭ ‬خليجي‭ ‬25،‭ ‬لكن‭ ‬الجمهور‭ ‬العراقي‭ ‬يتساءل‭ ‬عن‭ ‬سرِّ‭ ‬غياب‭ ‬نجوم‭ ‬الميناء‭ ‬والمنتخب‭ ‬الوطني‭ ‬عن‭ ‬جميع‭ ‬التغطيات‭ ‬واللقاءات،‭ ‬لا‭ ‬أثر‭ ‬يُذكر‭ ‬إلى‭ ‬أفضل‭ ‬لاعب‭ ‬خط‭ ‬وسط‭ ‬أنجبه‭ ‬العراق‭ ‬والخليج‭ ‬العربي‭ ‬وأعني‭ ‬هادي‭ ‬أحمد،‭ ‬لقد‭ ‬حضر‭ ‬مباراة‭ ‬العراق‭ ‬والكويت‭ ‬الوديَّة‭ ‬والتي‭ ‬أقيمت‭ ‬على‭ ‬ملعب‭ ‬الميناء‭ ‬واختفى‭ ‬بعدها،‭ ‬كان‭ ‬الواجب‭ ‬على‭ ‬القنوات‭ ‬العراقية‭ ‬السؤال‭ ‬عنهُ‭ ‬وزيارة‭ ‬منزلهِ‭ ‬ومعرفة‭ ‬أسباب‭ ‬غيابه‭ ‬عن‭ ‬هكذا‭ ‬محفل‭ ‬كان‭ ‬لهُ‭ ‬صولات‭ ‬وجولات‭ ‬في‭ ‬دوراته‭ ‬الماضية،‭ ‬وهذا‭ ‬التساؤل‭ ‬ينسحب‭ ‬على‭ ‬اللاعبين‭ ‬جليل‭ ‬حنون‭ ‬وعلاء‭ ‬أحمد‭ ‬ورحيم‭ ‬كريم‭ ‬الذين‭ ‬اختفوا‭ ‬عن‭ ‬المشهد‭ ‬الرياضي‭ ‬وهم‭ ‬جميعاً‭ ‬يسكنون‭ ‬البصرة،‭ ‬بل‭ ‬أنَّ‭ ‬منزل‭ ‬اللاعب‭ ‬المهاري‭ ‬هادي‭ ‬أحمد‭ ‬لا‭ ‬يبعد‭ ‬سوى‭ ‬أمتار‭ ‬عن‭ ‬ملعب‭ ‬الميناء،‭ ‬لقد‭ ‬أتيحت‭ ‬لي‭ ‬فرصة‭ ‬رؤية‭ ‬هادي‭ ‬أحمد‭ ‬بلقاء‭ ‬سريع‭ ‬خلال‭ ‬مباراة‭ ‬العراق‭ ‬والكويت‭ ‬الودية‭ ‬وقد‭ ‬التقاه‭ ‬المذيع‭ ‬مصادفة‭ ‬وهو‭ ‬يدخل‭ ‬إلى‭ ‬الملعب،‭ ‬كان‭ ‬يسير‭ ‬بمفرده‭ ‬وبملابس‭ ‬متواضعة‭ ‬وتساءلتْ‭ ‬لماذا‭ ‬هذا‭ ‬التجاهل‭ ‬إلى‭ ‬لاعب‭ ‬كبير‭ ‬مثله‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬أنْ‭ ‬تجب‭ ‬الملاعب‭ ‬العراقية‭ ‬مثيلاً‭ ‬لمهارته‭ ‬النادرة‭. ‬السؤال‭ ‬مطروح‭ ‬أمام‭ ‬الاتحاد‭ ‬العراقي‭ ‬لكرة‭ ‬القدم‭ ‬فهل‭ ‬من‭ ‬جواب؟

يعقوب‭ ‬السعدي‭ ‬هو‭ ‬إعلامي‭ ‬من‭ ‬الطراز‭ ‬الثمين‭ ‬ومعروف‭ ‬في‭ ‬الأمارات‭ ‬وفي‭ ‬الوطن‭ ‬العربي،‭ ‬يمتاز‭ ‬بجزالة‭ ‬الكلام‭ ‬وبراعة‭ ‬المنطق،‭ ‬يطلُّ‭ ‬علينا‭ ‬مساء‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬عبر‭ ‬برنامجه‭ ‬الفريق‭ ‬التاسع‭ ‬من‭ ‬قناة‭ ‬أبو‭ ‬ظبي‭ ‬الرياضية‭ ‬لتغطية‭ ‬أحداث‭ ‬خليجي‭ ‬25،‭ ‬كان‭ ‬لديباجته‭ ‬التي‭ ‬لها‭ ‬بريق‭ ‬الذهب‭ ‬الأثر‭ ‬الكبير‭ ‬في‭ ‬قلوب‭ ‬الجمهور‭ ‬العراقي،‭ ‬ديباجة‭ ‬تتغنَّى‭ ‬بالعراق‭ ‬وحضارته‭ ‬وتغازل‭ ‬البصرة‭ ‬بأرق‭ ‬الكلمات‭ ‬النابعة‭ ‬من‭ ‬الوجدان،‭ ‬حسناً‭ ‬فعلت‭ ‬رئاسة‭ ‬الوزراء‭ ‬حين‭ ‬دعتهُ‭ ‬مع‭ ‬كوكبة‭ ‬الإعلامين‭ ‬إلى‭ ‬بغداد،‭ ‬فهذا‭ ‬الإعلامي‭ ‬المتألق‭ ‬يعشق‭ ‬العراق‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬العراقيين‭ ‬والبرهان‭ ‬كلماته‭ ‬الصادحة‭ ‬التي‭ ‬أنشدها‭ ‬في‭ ‬استهلاله‭ ‬لبرنامج‭ ‬الفريق‭ ‬التاسع‭ ‬قبل‭ ‬ليلتين‭: ‬لنْ‭ ‬أعيدُ‭ ‬فصولاً‭ ‬من‭ ‬تاريخها‭ ‬القديم‭ ‬ولنْ‭ ‬أواصل‭ ‬غزلي‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬عشتار‭ ‬وجمالها‭ ‬العجيب‭ ‬ولنْ‭ ‬أعيد‭ ‬التباهي‭ ‬في‭ ‬أوَّل‭ ‬حرف‭ ‬كتبهُ‭ ‬فيها‭ ‬كاتب‭ ‬عليم‭ ‬ولنْ‭ ‬أعيد‭ ‬التأكيد‭ ‬بأنَّها‭ ‬أوَّل‭ ‬حضارة‭ ‬وأوَّل‭ ‬من‭ ‬بنى‭ ‬مكتبة‭ ‬و‭ ‬زرع‭ ‬أوَّل‭ ‬حديقة‭ ‬وكتب‭ ‬أوَّل‭ ‬تشريع‭ ‬ووضع‭ ‬القوانين،‭ ‬لنْ‭ ‬أفاخر‭ ‬بأنَّ‭ ‬أرضها‭ ‬شهدت‭ ‬مولد‭ ‬أبو‭ ‬الأنبياء‭ ‬الخليل،‭ ‬لنْ‭ ‬أشير‭ ‬من‭ ‬قريب‭ ‬أو‭ ‬بعيد‭ ‬لأعداد‭ ‬النخيل‭ ‬فهي‭ ‬مشغولة‭ ‬الآن‭ ‬بالتسبيح‭ ‬والتهليل،‭ ‬لنْ‭ ‬أشرح‭ ‬لكم‭ ‬عن‭ ‬عذوبة‭ ‬ماء‭ ‬دجلة‭ ‬والفرات‭ ‬فماؤهما‭ ‬يأتي‭ ‬من‭ ‬جنَّات‭ ‬النعيم،‭ ‬لنْ‭ ‬أتحدث‭ ‬عن‭ ‬روعة‭ ‬الغروب‭ ‬عند‭ ‬شط‭ ‬العرب‭ ‬حيث‭ ‬يداعب‭ ‬الأحبَّة‭ ‬الهواء‭ ‬العليل،‭ ‬لنْ‭ ‬أذكر‭ ‬خيبة‭ ‬هولاكو‭ ‬ومقتله‭ ‬على‭ ‬أرضها،‭ ‬لنْ‭ ‬أعيد‭ ‬عليكم‭ ‬كيف‭ ‬كان‭ ‬النور‭ ‬يضيء‭ ‬الشوارع‭ ‬فيما‭ ‬الغرب‭ ‬أعمى‭ ‬في‭ ‬ظلمته،‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬التاريخ‭ ‬أنتم‭ ‬تعرفونه‭ ‬ونحن‭ ‬بالتأكيد‭ ‬نحفظه،‭ ‬إذن‭ ‬دعوني‭ ‬اليوم‭ ‬أتكلم‭ ‬عن‭ ‬البشر‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬عن‭ ‬الناس‭ ‬الذين‭ ‬صنعوا‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬وجعلوا‭ ‬العراق‭ ‬عزَّ‭ ‬العرب،‭ ‬دعوني‭ ‬أتحدَّث‭ ‬عن‭ ‬المتنبي‭ ‬الشاعر‭ ‬العظيم،‭ ‬الفراهيدي‭ ‬ومعجم‭ ‬العين‭ ‬لايزال‭ ‬في‭ ‬يديه‭ ‬حين‭ ‬يصعب‭ ‬التفسير،‭ ‬نتحدث‭ ‬عن‭ ‬الأصمعي‭ ‬وصفير‭ ‬البلبل‭ ‬عن‭ ‬سيبويه‭ ‬والنحو‭ ‬بات‭ ‬علماً‭ ‬على‭ ‬يده‭ ‬يراقبنا‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬حرف‭ ‬نقوله‭ ‬أو‭ ‬نكتبه،‭ ‬سأعيد‭ ‬مرات‭ ‬ومرات‭ ‬قراءة‭ ‬أشعار‭ ‬الفرزدق‭ ‬والبحتري‭ ‬وأعيد‭ ‬قراءة‭ ‬كل‭ ‬كتب‭ ‬الجاحظ‭ ‬عن‭ ‬البخلاء‭ ‬وفي‭ ‬البيان‭ ‬والتبين،‭ ‬أيُّ‭ ‬أرض‭ ‬هذه‭ ‬التي‭ ‬أنجبتْ‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬البشر،‭ ‬كل‭ ‬هؤلاء‭ ‬العباقرة‭ ‬وأيُّ‭ ‬زمن‭ ‬جاد‭ ‬بهم‭ ‬علينا،‭ ‬أيُّ‭ ‬أرضٍ‭ ‬أسعدتنا‭ ‬بالسياب‭ ‬والبياتي‭ ‬والرصافي‭ ‬ونازك‭ ‬الملائكة‭ ‬وزها‭ ‬حديد،‭ ‬أي‭ ‬شعب‭ ‬هذا‭ ‬الذي‭ ‬قدَّم‭ ‬للدنيا‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬الأسماء‭ ‬ولديه‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬شعبه‭ ‬مزيد،‭ ‬العراق‭ ‬يولد‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬على‭ ‬أرضه‭ ‬شاعر‭ ‬وعالم‭ ‬وطبيب،‭ ‬دعوني‭ ‬أتحدث‭ ‬لكم‭ ‬اليوم‭ ‬عن‭ ‬أطول‭ ‬النخلات،‭ ‬عن‭ ‬العيون‭ ‬والضحكات،‭ ‬عن‭ ‬شهرزاد‭ ‬وهي‭ ‬تقصُّ‭ ‬ألف‭ ‬ليلة‭ ‬جديدة‭ ‬تطوف‭ ‬من‭ ‬الخليج‭ ‬للمحيط‭ ‬والبحار‭ ‬البعيدة،‭ ‬أحكي‭ ‬لكم‭ ‬عن‭ ‬شعب‭ ‬يحبُّ‭ ‬الحياة‭ ‬وعن‭ ‬صيَّادٍ‭ ‬رما‭ ‬شباكه‭ ‬وانتظر‭ ‬فخرجت‭ ‬له‭ ‬عروس‭ ‬حسناء‭ ‬تغني‭.. ‬الناس‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬هُمْ‭ ‬من‭ ‬صنعوا‭ ‬الحضارة،‭ ‬هُمْ‭ ‬من‭ ‬بنوا‭ ‬بابل‭ ‬هُمْ‭ ‬من‭ ‬سيَّروا‭ ‬القوافل‭ ‬بالعلم‭ ‬والفكر‭ ‬دون‭ ‬قيد‭ ‬أو‭ ‬تقييد،‭ ‬دون‭ ‬إقصاء‭ ‬أو‭ ‬رفض،‭ ‬شعبٌ‭ ‬يكتب‭ ‬التاريخ‭ ‬صفحاته‭ ‬بهم‭ ‬جيلاً‭ ‬بعد‭ ‬جيل،‭ ‬شعبٌ‭ ‬محى‭ ‬من‭ ‬طريق‭ ‬الفجر‭ ‬ليل‭ ‬المستحيل‭…. ‬

وأقول‭ ‬ماذا‭ ‬تركت‭ ‬لشعراء‭ ‬العراق‭ ‬يا‭ ‬يعقوب‭ ‬السعدي؟‭ ‬لقد‭ ‬أربكت‭ ‬أقلامنا‭ ‬وألجمت‭ ‬مشاعرنا‭ ‬وبلسمت‭ ‬جراحنا‭ ‬وأعدت‭ ‬الضوء‭ ‬لأبصارنا،‭ ‬سلاماً‭ ‬لاسمك‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬اسم‭ ‬أحد‭ ‬الأنبياء‭ ‬البررة،‭ ‬هل‭ ‬تعلم‭ ‬أنَّ‭ ‬رؤية‭ ‬النبي‭ ‬يعقوب‭ ‬في‭ ‬المنام‭ ‬تبشر‭ ‬الرائي‭ ‬بالفرج‭ ‬بعد‭ ‬ضيق‭ ‬وتخطي‭ ‬الصعاب‭ ‬وتجاوز‭ ‬المحن‭ ‬ونيل‭ ‬القوة‭ ‬والنعمة‭ ‬والفرح‭ ‬والسعادة،‭ ‬وها‭ ‬نحنُ‭ ‬نراك‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬العراق،‭ ‬فمرحى‭ ‬بك‭ ‬يا‭ ‬يعقوب‭ ‬أيها‭ ‬الإعلامي‭ ‬الباسل‭.‬

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *