ان ما جرى في العراق خلال العشرين سنة الماضية يؤكد على ان هؤلاء الحكام الذين جاءوا بعد السقوط لا يختلفون اطلاقا عن من سبقهم في النظام السابق في تدمير وتحطيم هذا البلد ولو باختلاف الاساليب والتوجهات وطريقه التدمير ولكن النتائج والتداعيات الكارثية هي واحدة (تدمير البلاد واهلاك العباد) ،، لقد كان فشلا ذريعا ومخزيا في كل الملفات وعلى كل المستويات السياسية (الدولية والاقليمية والداخلية) والاقتصادية والمالية وادارة الدولة للحد الذي وصل الامر فيه الى فقدان سطوتها واهانة هيبتها واذلالها ، وتبؤا اشخاص وباعداد كبيرة لمناصب هم اساسا لايصلحون لادارة ابسط دائرة او مؤسسة حكومية ، وانتشار هذا الفساد الغير مسبوق في تأريخ الدولة العراقية (لاتخلو الان دائرة او مؤسسة في الدولة العراقية من ملف فساد او شبهة فساد او الهدر في المال العام) ، وبالنتيجة فقد اصبح اهل الحل والعقد في هذا البلد وعلى المستوى السياسي والاجتماعي ،، والمتحكمين فيه هم الجهال والاعراب والمتخلفين والمافيات والعصابات والمليشيات والمجاميع المسلحة التي تمثل البداوة والتعرب ،، وغير ذلك كثير ،، (واذا كان هنالك من يوجد خارج هذا التوصيف فانهم اقلية ضئيلة لا حول لها ولا قوة) ،،؟ ومنها الان تحطيم واضعاف العمله العراقيه وهذا هو الذي يحدث من حين اخر ،، وكان اخرها ارتفاع سعر صرف الدولار في هذة الايام وما احدثه من فوضى وارباك في السوق التجارية والمتضرر الاول فيها هو المواطن البسيط ذو الدخل المحدود (وهم الاغلبية الان) على الرغم من عدم وجود اي حصار او عقوبات وانما على العكس من ذلك فهنالك تصاعد كبير في ايرادات بيع البترول للحد الذي اصبحت عائدات النفط لشهر واحد قد تعادل ميزانيه عدد من دول مجتمعة ،، والسؤال هنا لماذا يصر اقطاب ومسؤولي العملية السياسية اللاعبين الان على الساحة والمتصدرين لقيادة الدولة ، بعدم الاعتراف بفشلهم وعدم اهليتهم لقيادة نظام وسلطة ويغادروا المشهد والساحة السياسية على الرغم من مرور عشرين سنة على كل هذة المصائب والكوارث والبلد من سيئ الى اسوأ وهو يسير الى مصير  مجهول ،، قال العلامه ابن خلدون في مقدمته الشهيرة (( لا تولوا ابناء السفلة والسفهاء قيادة الجنود ومناصب القضاء والشؤون العامة ، لانهم اذا اصبحوا من ذوي المناصب اجتهدوا في ظلم الابرياء وابناء الشرفاء واذلالهم بشكل متعمد نظرا لشعورهم بعقدة النقص والدونية التي تلازمهم وترفض مغادرة نفوسهم )) ، وقال ايضا (( اذا سيطر الاعراب على اوطان اسرع اليها الخراب )) ،، ان من مصاديق هاتين المقولتين ، هو ما جرى ابان النظام السابق عندما سيطر جناح الاعراب والقيادة الريفي

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *