الحاج أبو جاسم رجل سومري جاء مع عائلته في بداية السبعينيات من القرن الماضي قاصدا العاصمة بغداد باحثا عن عمل يعينه على معيشة أولاده مع أمهم الحاجة (أم جاسم )التي يملأ وجهها وشم جنوبي ،مع بداية العام 1997 استقر به الحال حارسا ليليا في منطقة العلماء / البلديات لمجموعة من البيوت طور الانشاء ، وكان من ضمنها بيتا يعود لأخي ابو أحمد .بفطرته عرف ابو جاسم كيف يدخل الى قلوب أبناء الحي الجديد ، وكان لأبو جاسم الذي اتخذ من أحد الهياكل مقرا له جار طيب يعتنق المسيحية اسمه (أبو بسام )، مع ساعات الصباح المبكرة يلقي ابو جاسم تحيته الى أم بسام التي يصر على مناداتها ب(أم جورج) وعندما أخبره ابو بسام بعدم وجود ولد لديهم باسم جورج ..تحجج أبو جاسم بأن هذه التسمية أطلقتها عليهم الحاجة أم جاسم التي كان يدلعها ب(نعناعة ).

لايخلو حديث أبو جاسم عن عشقه لنعناعة وعند سؤاله عن أية قضية يجيبك اجابة ملؤها الابتسامة ويحيل الموضوع الى نعناعة.

مع الأيام توطدت العلاقة بين ام جاسم وأم بسام، بعد ما حدث في العام 2003 عاد أبو جاسم الى قريته التي غادرها مكرها ورحلت عائلة أبو بسام الى امريكا خوفا من بطش الظلاميين ،ظل ابو جاسم وفيا لجيرانه يزورهم عندما يأتي الى بغداد باحثا عن طبيب اختصاص لأمراضه المزمنة ، في اخر زيارة له سأله أحد الجيران عن أم جاسم فرد بنفس التلقائية :

( نعناعة النهار كله مكنكة وي ام جورج … فلك طر النت )

نعناعة وأم جورج أقصد أم جاسم وأم بسام نموذج لتعايش مجتمعي يراد له أن يزول.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *