اعتقد ان الفن بصورة عامة ومن ضمنه كرة القدم اهم واطول عمرا من كل تجاربنا السياسية الغبية التي تسمى بتاريخ العراق السياسي.ونحن نعرف ان السياسة عندنا عبارة عن تهديم متواصل طوال المائة سنة الماضية.ان الجمهورية حطمت الملكية,والرفاق الجمهوريون تقاتلوا,ثم مرت حقبة البعث بتصفيات وحروب,وها نحن امام زمن جديد حطم زمن البعث,واتخذ اسما براقا هو الديمقراطية.

لنسأل:ما الذي تبقى من كل معمة السياسة.بقي السياب والشعراء الرواد,وبقيت الفن والشعر ونماذج العمارة والشعر الشعبي والاغاني السبيعينية.كل هذه الفنون بقيت تمتعنا في حين كانت السياسة تشتتنا.لذلك انا اقول ان كل الفنون وبمختلف اشكالها اهم من السياسة,ذلك لان للفن حزنا خاصا به.اما السياسة فهي اداة نفي وتصفية للخصوم.

اكتب هذا لسبب بسيط هو دوران السياسة حول الكأس الذي حصل عليه المنتخب العراقي في خليجي 25.ولعل كثرة التعليقات التي رافقت ظهور السياسيين حول الكاس يثبت ان هناك ما لا يمكن للسياسة ان تقدمه لنا.السياسة هي التي تحتاج بريق كأس حصل عليه المنتخب.كما انها تحتاج الى اي منجز آخر يعبر حدود الوطن.بعبارة ادق:يحب السياسيون ان يظهروا الى جوار الكأس وكأنهم يقولون لنا هذه الكلمات:في زمني حصلتم على كأس الخليج.هذه الكاس هي نتيجة لما قدمناه نحن السياسيين للعبة كرة القدم.واعتقد ان الجميع استغرب من حجم الاستعراض السياسي مع الكأس الفضية بعد الفوز بها.

ما الذي يمكن ان نفهمه من هذه القصة,اعني قصة الكأس التي التف حولها اغلب السياسيين.؟نفهم شيئا محددا هو:ان السياسة تحتاج الى نصر تحتمي به,الى فوز يسندها في عز ازمتها.من هنا صار الكأس الذي حصل عليه المنتخب رمزا سياسيا واضحا.هكذا يبدو الامر,ولا يمكن ان افسره او ان افهمه بصورة اخرى.واذا كان فرح رجل الشارع قويا عفويا بالكأس فان فرح السياسي له مضمون سياسي مهم علينا ان نقف عنده.

اذن الحصول على الكأس اصبح مقدمة منطقية تقول لا يمكن ان يفوز المنتخب لو لم بكن هناك نظام اسهم في عملية الفوز.كما ان الفوز غطى على فوضى السوق,وارتفاع سعر صرف الدينار العراقي.ولو ان المنتخب خسر مباراته النهائية لوجدنا حالة من التذمر,والغضب تسود بين الجماهير.ولربما تعرض هذا المسؤول او ذاك الى الشتم او الى مهاجمة موكبه.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *