تصادفنا في حياتنا اليومية العديد من المواقف المتعددة وتحمل معها احداث كثيرة منها ما هو مفرح ومنها ما هو مزعج والتي تصبح فيما بعد ذكريات قد ننظر اليها في المستقبل باستصغار عن ما حدث وقد نتألم عن التصرف الذي قابل هذه المواقف.

ولان الله تعالى قد انعم علينا بنعمة النسيان فقد ننسى بعضها ونتناسى البعض الاخر والقليل منها قد يبقى في الذاكرة، ولكن مع تقدم التكنلوجيا وحداثة وتطور الاجهزة الالكترونية اصبح بالإمكان توثيق كل شيء المواقف والاحداث والتصرفات واي شيء اخر سواءً بقصد او دون قصد وبعلمنا او دون علمنا.

لذلك نجد هناك حالة لدى البعض من الهوس التصويري وتوثيق تفاصيل حياتهم اليومية، منهم من يحتفظ بها كذكريات وبعضهم يجعلها مادة اعلامية يروجها عبر مواقع التواصل الاجتماعي لحصد مشاهدات فقط دون ادنى فائدة منها ومنهم من يتعمد التعري او استعراض عائلته دون اي حياء، كما ان البعض يتعمد نشر مقاطع محرمة دينياً وقانوناً ومرفوضة اجتماعياً مما يتسبب بكسر حاجز الحياء وتغيير اعدادات المجتمع ونخص منهم فئة الشباب والمراهقين.

لا نريد ان نسهب بهذا الموضوع فهو ذو تفرعات كثيرة قد تناولناها سابقاً. ولكن وهو الاهم فقد لاحظنا خلال بطولة خليجي 25 والتي كانت ذات اثر واضح في نفوس وعقول الدول العربية والاجنبية واسست لمبادرات مستقبلية مهمة تصب بمصلحة بلدنا والذي اثبتنا للعالم اجمع اننا اهلاً للمسؤولية فبالأمس نحارب الارهاب واليوم نحارب الاجرام والاهاب من جهة ونُبدع في المجالات العلمية والثقافية وما زادتها الرياضية اضافة الى الكرم العراقي الذي اصبح حديث الساعة عبر القنوات الاعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي وهو انجاز مجتمعي كبير يُضاف الى رصيد العراق وشعبه. ولكن وما بعد ولكن؟! هناك من بالغ واسرف في نشر صور لفتيات ممن حضرن مباريات الخليجي وتزينت المدرجات بحضورهن وتحملن عناء السفر والطريق والازدحام وسوء الاحوال الجوية وطول ساعات الانتظار من اجل مؤازرة منتخبنا الوطني، ليأتي بعض من يجهل فن التصوير ليستعرض صور بعضهم بمواقف معينة دون علمهن لنشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعي ويجعلها مادة دسمة لشحذ اعجاب ممن يماثله بالفكر والمبدأ. ان اسلوب التسول الالكتروني الذي امتد الى هذه المواقع بأساليب خبيثة القصد منها الشهرة او (الطشة) كما يُسميها البعض على حساب سمعة الاخرين.. متى يفهم ويعي هؤلاء ان مواقع التواصل غير مختصة بالعراق فقط وانها تدور عبر العالم بأيجابياتها وسلبياتها والتي تنعكس بشكل او بأخر على الواقع الناصع والجوانب المشرقة لبلدنا.

اذاً صار من المهم ان نُثقف هؤلاء اولاً وبعدها نضع ضوابط مقيدة على من يحاول المساس بسمعة العراق وشعبه، فالوطن وطننا والشعب شعبنا والارض ارضنا. فلا نبخل بشيء مثلما لم يبخل شهدائنا الابطال بأجسادهم الطاهرة ذوداً عن العراق وشعبه.

{ لواء دكتور

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *