لا ينبغي لنا ان ننظر الى هذا العنوان نظرة قاصرة لا تتعدى انتصارا رياضيا وحسب او ان نحسبه هو تجمع جماهيري شعبي للاخوة من اهل الخليج الذين تربطنا واياهم اواصر الارض واللغة والدين والتاريخ العريض الذي ساق معه الترابط العشائري ووحدة الدم والمصير الواحد..نعم ، اقولها وهذه التجربة التي جمعتنا بعد فرقة طويلة كان ابطالها العديد ممن لعبوا في ادوار السياسة والاطماع الشخصية والنهج المتطرف للنظرة التي باعدت بين اخوتنا العرب ، وقد كان الدليل واضحا ونحن نرى بأم اعيننا ذاك الترابط والتآخي والود ونكران الذات بين مجاميع الاهل في الخليج الذين حضروا للقاء اخوتهم في بصرة السياب والفراهيدي والعشار وشط العرب الذي جمع رافدي العراق البلد صاحب التاريخ والمجد ومنار العلم والحضارة ، ليس هذا وحسب وانما ما فاجئ الكثير منا ونحن نحضر المباراة الرياضية بين منتخبات هذه الدول بالاعداد الغفيرة التي لم تسعهم مدرجات الملاعب بل والطريف ان يحضر هذا العدد من الجمهور لمؤازرة وتشجيع منتخبات لم يكن بلدهم هو الخصم فيه او المشارك فيها وتلك والله رسالة انسانية بليغة على الكل ان يعيها ويفهمها جيدا ..لكني لم اكن اعني بما اسهبت من موضوع قد يعرفه البعض ويدرك رسالته جيدا وربما افضل منا ، ولكني اردت الى توصيف الرؤية السلبية التي كانت تحملها مخيلة اهلنا في الخليج عن واقع عراقنا واهله وما كان للدور الاعلامي الممنهج لعزل العروبة وتشويه معانيها ، وما التآخي والايثار وحسن الضيافة والترحيب من اهلنا في البصرة الفيحاء بضيوفهم الذي حلوا بدارهم بعد غيبة طويلة ، اقول ما كانت كل هذه الا درسا اخلاقيا وعودة حقيقية لادراك من كانت في مصلحته كل هذه العزلة والتفرق .ولعلي اعود ثانية لنهج الاعلام المعادي الذي للاسف الشديد كان طرفا منه كل الذين نحسبهم قادة وعنوانا للعراق واهله ، ذاك الذي كان سهما اصاب في مقتل طيبة اهلنا وحسن نواياهم وبراءتهم من كل ارهاب وفساد وسوء معاملة او تطرف او نظرة شر في واقع وحقيقة بلدنا العريق ..اعود لأقول ان من كنا نحسبهم عنوانا وفخرا واسما لعراقنا ، لطالما غشتنا فيهم تلك النوايا التي تربينا عليها وعرفنا الاخرين بها من النخوة والشجاعة والكرم والمحبة والاعتزاز بالعروبة والدين ، وما اعلامنا وفنانينا الكبار الذين كنا نحسبهم عناوين سفراء للسلام في الخارج الا هذا النموذج الذي اسعفتنا تجربة خليجي 25 لنتعرف عليهم ونضع فوق عناوينهم الف علامة استفهام ..ورحم الله شاعرنا الكبير محمد مهدي الجواهري الذي قال :

وتمتحن الرجولة في محك

يماز فيها المزيف والاصيل

مبارك لشعبنا واهلنا بالانتصار الرياضي رغم كل هذا الجحود والانكار والرحمة لشهدائنا الذين سبقهم الاجل وهم في طريق أحياء حفل الختام والسلامة والنصر لعراقنا العظيم ، وكل العرفان والتقدير للجنود الذين كانوا خلف هذا العمل الإنساني التاريخي من رجال الاتحاد الرياضي والحكومة المحلية و ورجالات الأمن والقانون ..

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *