لم تحتدم وتثار ونزاعات فكرية عبر التاريخ العربي الاسلامي كالثورة الفكرية التي جاء بها المعتزلة ، وعلى راسهم المفكر الاول واصل بن عطاء، وحواراته حول مرتكب الكبيرة من المؤمنين ، فقد حقق الفكر المعتزلي ثورة في فهم النص القرآني بالاعتماد على تثوير اللغة وتفجير المعاني وتجاوز المروي والسلفي ، . فقد ركز واصل بن عطاء في ثنائية القلب اللغوي كما وردت الالفاظ الاولى وحاجج كبار المفكرين في قوله: للذكر مثل حظ الانثيين ، متسائلا : عدم ورود لفظة حظي ، المثناة وتسائل عن عدم ورود الشهادة في القران لمن يقتل في سبيل الله ، فلم ترد ولا حتى اية واحدة تعبر عن الشهادة بمعناها المتوارث ، بل مييز المعتزلة بين الشهيد ، الذي يشهد بما يرى كشهيد عيان ، وبين الشاهد الذي يشهد بالخبرة في غيابه عن حدث الشهادة ، واستدلوا بقوله: وشهد شاهد من اهلها ، حيث كان الشاهد غائبا عن مسرح زليخة .
وتحدى المعتزلة في الفروقات اللغوية علماء اللغة وميزوا بين الفعل والعمل وبين القضاء والقدر وبين خوف والخشية وبين ادوات التراخي وادوات النفي والاثبات حتى تمت اعادة قراءة النص القراني بمنهجية محدثه فجرها علماء المعتزلة ومن تبعهم كالجاحظ وغيره.