اعتقد ان ابناء جيلنا كلهم وانا منهم كان لهم شرف الخدمة العسكرية بشكل واخر وهذه صور من الماضي البعيد عندما اديت الخدمة العسكرية قبل 50 عاما.
في العام 1965 بعد 6 سنوات من تاسيس وكالة الانباء العراقية (واع) ابلغتني الادارة ان اضبارتي الشخصية تخلو من بيانات الخدمة العسكرية وان حصولي على درجة وظيفية بل الاستمرار في العمل بالوكالة مرتبط باداء الخدمة.
راجعت دوائر التجنيد فاخبروني انه لا بد ان تؤدي الخدمة بعد ان زالت اسباب التاجيل وخاصة ان هناك عفوا عن من تخلف عن الخدمة لكنهم ابلغوني ان اداء الخدمة يجب ان يكون في ابو صخير التابع للواء الديوانية ومعنى ذلك الابتعاد عن عملي في الوكالة.
وعلمت ان من الممكن اداء الخدمة في بغداد حسب صلاحية مدير التجنيد العام ولهذا استعنت برئاسة الجمهورية اذ كنت اتردد عليها في عهد الرئيس عبد السلام عارف بحكم عملي الصحفي كمدير للاخبار الداخلية في واع.
وعن طريق المرحوم عبد الله مجيد سكرتير رئيس الجمهورية تمت موافقة مدير التجنيد العام على ان اؤدي الخدمة العسكرية لمدة اربعة اشهر حسب القانون في مركز تدريب مشاة بغداد الواقع في معسكر الوشاش (منتزه الزوراء حاليا) وقد التقيت بامر المركز العقيد شاكر معروف هدايت والضابط الاداري المقدم حسين الشيخلي والنقيب اندريا شيمون وتسلمت الملابس العسكرية وبدأت التدريب لكني اعترف انهم كثيرا ما سمحوا لي بالالتحاق بالوكالة لضرورات العمل الصحفي وكنت بعد التدريب الصباحي اعود الى الوكالة لممارسة عملي.
واذكر اني كنت احضر احدى المناسبات الرسمية في رئاسة الجمهورية فشاهدني الرئيس عبد السلام عارف واذا به يقول لي مبتسما ” ها محسن شلونها العسكرية” عند ذاك تأكدت ان عبد الله مجيد اخبره واخذ موافقته للاتصال بمديرالتجنيد العام كي يكون التدريب في بغداد.