( العلاقات السعودية العراقية بعد 2017 غير العلاقات قبل ذلك .. وقد انطلقنا معا وبلغنا نقطة اللاعودة ) . ذلك ما ادلى به سعادة السفير السعودي عبد العزيز الشمري اثناء ندوة مؤتمر مركز رواق بغداد للسياسات العامة المنعقد بفندق بابل للبحث عن إمكانية الإفادة من الانعكاسات الايجابية لخليجي البصرة .
الأجواء العامة للمؤتمر سادها الود والشفافية وجدية الحوار .. مع ان السفير السعودي اصر على انتهاج دبلوماسية ( العمق الشعبي ) بتصريحات مغمسة بالمرح واضفاء طابع الطرافة التي اثارت تساؤلات بعض النخب الحاضرة … في ذات الوقت دعت آخرين للتفاعل معها بشكل انعكس من خلال ارتفاع قهقهة وتصفيق الكثير من الحضور .. بدا الشيخ الشمري كانه يبرق رسائل ممنهجة حكيمة متنوعة باتجاهات مختلفة اخذت طابع فن الدبلوماسية الناعمة الواثقة لحماية وتطبيق مصالح دولته الذي يكمن فيه صميم عمله وواجبه ..
وجه اليه سؤال حول آثار الماضي السعودي في العراقي .. وقد حاول السفير عبد العزيز ان يطرح فلسفة ( عفا الله عما سلف ونحن ولد اليوم ) معززة بطرفة عشقه ( للبلبي ) تلك الاكلة الشعبية العراقية الشهيرة التي تباع في بسطيات وعربات الشوارع . قائلا : ( خمس سنوات أعيش في العراق ولم اعرف شنهو اللبلبي ) .. ثم اغار على جهة أخرى مستثمرا إشاعة البهجة والانسجام التي اثارتها تصريحاته : ( كانت المنطقة والظروف تحتم سياسات ومواقف معنية .. فيما اليوم غدت تلك الحقبة من الماضي .. ونحن والعراقيين شعب وبمصير واحد .. وذلك ما أكدته يوميات خليجي البصرة .. وانا اتحدث عنها بصفة رسمية بان القطعية انتهت وابوابنا مفتوحة لكل العراقيين ونتطلع الى افضل العلاقات المفيدة للبلدين والمنطقة .. مضيفا بان السعوديين يحبون كل شيء عراقي .. حتى ( الباميا ) يوصون عليها من البصرة لطعمها وطيبها المتفرد والمحبب لدى الذائقة السعودية) .
وزير الشباب والرياضة العراقي احمد المبرقع قال : ( ان نجاحنا بالبصرة يجعلنا نمضي لتعزيز الإيجابيات غير المحصورة بالميدان الرياضي والحكومة عامة ووزارتنا خاصة ذاهبة لذلك بقوة من اقصر الطرق واسرعها ) . فيما أشار وكيل وزير الخارجية هشام العلوي : ( ان الرياضة تحقق شراكات دولية كانت مغلقة عسيرة امام ملفات أخرى .. ) .
فيما طرح سؤال معمق ويمكن ان يفتح صفحة الألم من خرم العلاقات السعودية العراقية .. ادرك الشمري بحنكة السفارة مغزاه فأجاب 🙁 نحن الان نهيأ جيل جديد على مفاهيم مشتركة جديدة يمكنه ان ينس المؤلم وينطلق نحو الخير من أوسع ابوابه ) .
حينما حان دوري بالمداخلة ، قلت : ( خليجي البصرة قرار سياسي بامتياز .. ويدل على حضور سياسي قوي لكنه – للأسف – لم يرتق حتى الان لوعي سياسي تطبيقي يخدم المواطن .. اما الكرم البصري فهو شيمة شعبية عراقية متاصلة مع الجميع … وتعبير وجداني تلقائي ليس له علاقة بالسياسة .. ومتى ما احسست كمواطن عراقي وصحفي متخصص يسمح له بزيارة بلداننا العربية بلا وجل ولا تقييم امني واستشارة مخابراتية .. اشعر آنذاك بان الوعي السياسي العربي قد بلغ مداه الأمثل .اما غير ذاك .. فسيبقى مجرد مصالح وشراكات سياسية لصالح دول وقوى سياسية لا تعبر بالضرورة عن حال مواطنيها .. هنا لب إشكالية لا تستطيع الباميا ولا اللبلبي التدخل فيها او حلها .