اليهم ان كانوا به يقتدون
علي،هو ابن ابي طالب بن عبد المطلب تاج هامات بني هاشم وأعيانهم،وابن فاطمة بنت اسد بن هاشم بن عبد مناف القرشي اشجع الشجعان، وابن عم النبي محمد، ورابع الخلفاء الراشدين..ما يعني انه ما كان شيعيا،لأن الشيعي كما افهمتنا الأحداث السياسية والطائفية يكون متعصبا لمعتقداته المذهبية ،فيما كان عليّا محبا للانسانية ونصيرا للحق حتى لو كان صاحبه من غير دين.وعلي،كان كما وصفوه ” أول القوم اسلاما، واخلصهم ايمانا، واشدهم يقينا، واخوفهم لله عز وجل، واعظمهم عناءا، واحوطهم على رسول الله “. وكان “احلم الناس عن ذنب واصفحهم عن مسيء”..دليل ذلك ،أن عبد الله بن الزبير كان يشتمه ويصفه بـ”الوغد اللئيم”، فلما ظفر به يوم الجمل اخذه اسيرا فصفح عنه وقال له “اذهب فلا ارينك”. وظفر بسعيد بن العاص بعد وقعة الجمل بمكة، وكان له عدوا ،فاعرض عنه ولم يقل شيئا. ولن نتحدث عن شجاعته..فتلك صفة يتفرد بها مذ نام وهو فتى في فراش النبي محمد حين اجتمع القوم على قتل محمد في تلك الليلة.ويكفي ان نشير الى واقعة (بدر) ولكم ان تتذكروا الموقف في فلم الرسالة كيف برز الشاب علي وقتل محاربا محترفا مشحونا بدافع الحقد والانتقام. ولا عن بلاغة اقوال هذا الرجل المعجزة من قبيل: ان صوتا واحداً شجاعاً أكثرية في العباد، ولا تطلب الحياة لتأكل..بل أطلب الأكل لتحيا ،وجالسوا العقلاء..أعداءا كانوا ام أصدقاء..فأن العقل لايقع الا على العقل ،ولا تزيدني كثرة الناس من حولي عزة ولا تفرقهم عني وحشة وما اكره الموت على الحق. ولا عن فلسفته في التربية التي سبق بها كبار علماء التربية الغربيين الذين نتباهى بالاستشهاد بهم كقوله تعلموا العلم صغارا تسودوا كبارا، والتنبيه الى ان تربية الاطفال ينبغي ان تكون لزمانهم لا لزماننا..ولا عن كونه أمير الكلام في نهج بلاغته التي شرحها كبار فقهاء السنة من بينهم الامام الشافعي،وكتّاب مسيحيون واجانب بينهم جورج جورداق وغارودي.ما يعنينا هنا..قضية واحدة..التذكير بأهم صفاته في كيفية تعامله مع السلطة حين صار خليفة على المسلمين.فقد كان امينا على مال المسلمين..لا منصب جعله يتعالى على الناس ويستأثر بنعمه،ولا مال افسد رأيه، ولا سلطة ولا مغريات..وما سكن القصور ولا خزن الذهبوكان في مال المسلمين..صاحب ذمّة ،يعلن المكشوف ويكشف المستور، فيما كان من يدّعون اخلص شيعته قد اخفوا ما يجعل 13 مليون عراقيا افقروهم..سعداء في وطن يمتلك كل المقومات لن يعيش اهله برفاهية وكرامة. أين هم من قيم امام سلطة الحق؟
لا أظن ان عراقيا..من الشعب، لا يرى ان القيم التي شاعت في عهد حكم احزاب الأسلام السياسي وما بعدها هي الضــد النــوعـي للقيم التي دعى لها امام سلطة الحق!.ومع ان السيكولوجيا ترى ان الحاكم الذي يستفرد بالسلطة والثروة ويعيش مرفها لا يمكن ان يتخلى عنها،وانه يعطي لنفسه تبريرا انه ليس (الأمام عليا) ،فاننا نهديه قوله(ياولاة أمور الناس،لا يكن حظكم في ولاياتكم مالا تستفيدونه، ولا غيظا تشفونه، ولكن اماتة باطل واحياء حق)..وسيأخذ بها ،فقط،من يتقي الله ويبتغيي اليه الوسيلة!