في هذا الحيز من العام 2020 وتحديدا في 7 آذار منه ، نشرت عمودا ، في اوج انتشار جائحة ” كورونا ” في العراق عن “مستشفى الفرات العام ” في كرخ بغداد ، بعد ان اصبح هذا المستشفى ، هو الاشهر في العراق ، فهو رأس النفيضة في التصدي لفايروس (كورونا ) حيث اختير ليكون مأوى لحجر صحي للمشتبه بإصابتهم بالفايروس الخطير ، أشرتُ في العمود المذكور الى العيون الملآى بالعزم والاصرار على المضي بتأدية الواجبات الانسانية للعاملين في هذا المستشفى ، وذلك ينم عن وعي مجتمعي في فضاء يعمه القلق المحلي والعربي والدولي ، رغم خطورة مهامهم ..
ان الكادر الطبي والصحي ، في هذا المستشفى ، استحق ان نطلق عليه اسم ( ملاك الرحمة ) فما كان يقدمونه للإنسانية من معان وقيم نبيلة لخدمة المواطنين ، كبير وكبير جدا ، وطالبت ، بدعم شامل ، بكل السبل ، لتقوية المناعات النفسية للكادر جراء العمل وسط المخاطر المحتملة لا سامح الله ، وان يشمل الدعم جميع العاملين في القطاع الصحي من رأس الهرم حتى اصغر موظف ، فهم رأس الرمح المتصدي لأخطر فايروس عرفته البشرية ، ليشعر من يتصدى بشجاعة للأخطار ، من اجل الصالح العام ، بأن عملهم يحظى بالاهتمام .
وبعد مدة وجيزة ، على النشر ، وجه رئيس الوزراء السابق مصطفى الكاظمي ، عبر قرار حكومي شكره وعالي تقديره للملاكات الطبية المواجِهة لجائحة كورونا ،ونشرت وسائل الاعلام ، أن مجلس الوزراء صوّت على تفعيل قرار تخصيص قطع الأراضي السكنية للعاملين الذين لديهم تماس مع المصابين بوباء كورونا ، كما اقر المجلس قيام وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بتخصيص مقاعد دراسات عليا خارج الخطة للعام الدراسي، 2020/2021، “للجيش الأبيض” تقديرا لجهودهم وتضحياتهم في مواجهة جائحة كورونا.
وباتت الكوادر الطبية تلقب بالجيش الابيض نظرا للظروف الصعبة التي يعيشها الاطباء ومنتسبي المؤسسات الصحية في مواجهة خطر الوباء الخطير.
وها هي الاعوام تمضي ، ولا نجد اثرا وصوتا لقرار مجلس الوزراء السابق ، كان هواءّ في شبك .. فلا اراض وزعت ، ولا مقاعد دراسية مناسبة ، خُصصت ..!
ان الجيش الابيض ، واعني به كوادر وزارة الصحة التي زفت عشرات من ابناءها ، اطباء وممرضين ومحللين طبيين وموظفين ، شهداء في مواجهة ” كوفيد 19″ يتمنون على السيد محمد شياع السوداني ، رئيس الوزراء أن يحيي قرار مجلس الوزراء السابق ، ويعيد الحياة اليه .. فهل تتحقق امنيتهم ؟
[email protected]