عامان ما رفني لحن على وتر
ولا استفاقت على نور سماواتي
اعتق الموت في قلبي واعصره
وارشف الهم في مغبرّ كاساتي
أمشي وأضحك يا ريهان مكابرة
علّي أخبي عن الناس احتضاراتي
لا الناس تعرف ماامري فتعذرني
ولا سبيل لديهم في مواساتي
يرسو بجفني حرمان يمص دمي
ويستبيح اذا شاء ابتساماتي
مساء الخير، او صباح الخير، لا اعرف ماهية الوقت عندكِ الان لكني اقولها عبثًا لأتخيلكِ تنهضي من نومك الذي طال كالأبد كيوم كئيب، ما الذي تفعليه في موتكِ الان، أهي حياة ثانية، أم أنه مجرد نامت عليكِ بلوكة.
لا أريد ان اكتب اليكِ بعد الان، اشعر بالملل من جميع الاشياء ومنكِ انتِ ايضا، كنت قد كتبت رسالة مطولة لارسلها اليكِ لكني مزقتها لانها لم تنتهي لانها اضجرتني.
تخيفني وتقلقني الايام القادمة يا وجعي ، هربت من كل شيء الى جحري، عندما فتحت عيني اليوم شعرت بنفس ما شعرت به في اليوم اللعين قبل شهور ، نظرت الى غرفتي واولادها وكأني اراهم لأول مرة، كأن كل شيء كان مخبئا عني، كأني كنت أحيا مغمض العينين، وأحسست بأني سأموت في نهاية اليوم معكِ، لكني ميت أصلا تماما مثل شخصيتكِ المفضلة “يوهوهوهو”.
تجري الأيام ولا تجري، كلنا نحسدكِ على موتكِ، وكلنا نرثيكِ، كل مكان وكل اغنية وكل موسيقى وكل شيء افعله يشعرني بالبرود وأفكر لو رأيناه أنا وأنتِ ماذا سيحدث، وهل ستتغير ضحكتي الصفراء الى لون ثان؟! ابلع ريقي ببطء وامضي، لا ادري الى اين لكنني امضي.
لم أغير ركني البتة، ولم استطع ان اخرج منه، هو الان بمثابة ملجأي ومنفاي الوحيد، “الآن في المنفى .. نعم في البيت”.
يا فقيدتي مع كل رقصة ارقصها اتحسر عليكِ وابكي، بكيتكِ كثيرا حتى سقطت عيناي، لا يعلم احد سوى ركني، لم اجرب طعم الحسرة في حياتي مطلقا، ولكنكِ اطعمتنيه مرًا، كان كمن يبلع حجارة متشظية عنوة، كمن يحارب جدار صم، لا سبيل الى اي شيء يا زهرة اللوز.
ستبقين حيًة في قلبي، وسأبقى بحسرتي، في ركني، أعارك الحائط الذي في رأسي وأمامي.
ينوح كريم منصور وأنوح معه، يصرخ وأصرخ، بصمت ثم أبكي:
عالحايط التچيت مامش نفاهه
وين التچ ؟؟
ولاظل حايط بدنياك ما مهدوم
(ياجبار) صفنه شگال شاعرنا
ضعن ولفي سرة وگوطر واناحي
بعيد ولاسمع وني ونوحاي
مدام الوكت دافني وانا حي
اخافن ليش بعد من المنيه
لو موت لو يرحن عيوني