تحتفظ ذاكرة بغداد الشعبية في مطلع الستينيات بحكاية لرجل ساذج اسمه (مهوس) كان يرتدي بدلة عسكرية بالية ويتنقل بين اسواق بغداد الشعبية فخورا ببدلته تلك والموشحة بالاعلام والنياشين ويلف معصمه الأيمن بعلگ أخضر!

مهوس هذا الذي يسميه معلم التاريخ القريب من بيتنا ب(الميجر مهوس) كان لا ينقطع عن ممارسة طقوسه اليومية في التجوال بين الأسواق الشعبية وينهيها بالمرور على مركز الشرطة والدخول على ضابط المركز مرددا عبارته الشهيرة (اريد أهدم الوطن)وكان يقصد أخدم الوطن ولم يكف عن زيارة المركز حتى اهداه الضابط بدلة عسكرية جديدة عبارة عن قميص وشورت وجوارب خاكية كانت تمثل الزي الرسمي لشرطة تلك الأيام!! وهناك( مهوس) اخر اراد ان يخدم الوطن بطريقته الخاصة تتناول سيرته الحكايا الشعبية لاحدى نواحي الجنوب العراقي أرويها كما قصها صديقي( د. ق ) المغرم بالباجة وقصص النساء!يقول صديقي ان هناك ناحية مهملة في احدى محافظات جنوب العراق الموشح بالسواد اراد اهلها مقابلة المحافظ أو المتصرف لايصال صوتهم وشكواهم فطلب منهم المتصرف اختيار واحد ليمثل الناحية عند الحكومة فاختاروا شخص منهم يحمل أيضا إسم (مهوس) الذي باشر عمله بالجلوس يوميا على كرسي في باب مركز الشرطة …واشترط على ابناء ناحيته أن يقرأ في اذن كل من يتوفى من اهالي الناحية ومرت الشهور دون ان يحصل اهالي الناحية على منجز او مشروع الامر الذي اضطرهم للشكوى على مهوس عند المتصرف وغرابة طلبه في القراءة على الميت وبعد استدعاءه سأل عما يقوله للميت..فأجابهم باني اقول جملة واحدة له :

(لاتدير بال ترة الدنيا خربت من صار مهوس مسؤول بيها)

لا أعتقد ان سلالة مهوس انقطعت برحيل مهوس بغداد ومهوس الجنوب. .. فالسلالة مستمرة مع وجود العديد من رجال سلطة هذه الأيام يخدمون بل يهدمون الوطن بطريقتهم!؟

أملي ان تفرز الايام القادمة رجالا لا ينتمون الى عالم مهوس وسلالته !؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *