قدم منتخبنا الشبابي عرضا مميزا في ظهوره عبر المباراة الاولى له ضمن بطولة اسيا للشباب التي تضيفها اوزبكستان حيث تغلب على منافسه المنتخب الاندونيسي بهدفين للاشيء في مباراة احاطت بها انتقادات من قبل البعض الذي استبق الامور واشار الى ان هذا المنتخب سوف لن يستطيع المضي بعيدا نسبة لاجواء هذه المباراة وتاثيراتها ..

بداية علينا ان نضع المباراة المذكورة في قالب المباراة الاولى وما لها من تاثيرات وضغوطات نفسية على مجمل اللاعبين اضافة الى ان المحك الرئيسي الذي من خلاله يفكر اللاعبين بالذهاب الى ابعد المديات في البطولة التي لطالما كانت الشاهد على تميز الكرة العراقية الى جانب اعتماد المدرب عماد محمد على توليفة مميزة راهن من خلالها على تحقيق البطولات رغم ان تحقيق الانسجام بين صفوف المنتخب هو الهدف الاسمى الذي يعول عليه الكابتن عماد محمد لذلك جاءت المباراة الاولى حافلة بالكثير من الملاحظات لعل اهمها ظهور بعض اللاعبين باداء انفرادي ينم عن انانية باللعب دون الايقان بان مثل تلك المستويات يمكن ان تهزم اللاعب في هذا الظهور وتجعله يعود لمسواه الحقيقي دون اللعب بكل انوية وتفرد يحطم من خلاله الاداء الجماعي الذي يعد مفتاح اللعب الرئيسي لدى اغلب اللاعبين ..

حقق لاعبو منتخبنا الشباب الاهم بالفوز رغم ان مواقع التواصل ضجت بمقاطع من المباراة مع تعليقات تنم عن انتقاد مبطن من جانب اهدار العديد من الفرص والتهاون بتسديد ركلة الجزاء الممنوحة لمنتخبنا حيث ابتعدت تلك المواقع عن المركز الاهم في تحقيق الفوز والخبرة القليلة التي تتمتع بها مجموعة اللاعبين والذين وقعوا تحت تكثيف الاضواء تجاههم وابعادهم عن الضغوطات لاسيما النفسية من اجل حصد ثمار المشاركة الاسيوية التي يهدف من خلالها لاستعادة المركز الحقيقي للكرة العراقية باستئثارها بالقاب بطولة الشباب والاعداد بضخ تلك الدماء الشابة للبوابة الرئيسية للتمثيل الوطني عبر بوابة المنتخب الوطني ..

لقد افرزت مباريات البطولة تباينا واضحا بين منتخبات القارة فسقطت بعض المنتخبات في المواجهة الاولى تاثرا باجواء واعباء المباراة الاولى ولم يستطيع لاعبو تلك المنتخبات من تقديم مستويات تماثل ما قدمه اقرانهم من لاعبي الخط الاول في الكثير من الاسئلة التي اثارها افتتاح البطولة فيما نجح منتخبنا باجتياز تلك العتبة وعدم التاثر بالحالة النفسية المشدودة التي بين منها ان هنالك الى جانب تاثير المباراة الاولى توجس من حكم المباراة بشان حالة الطرد اللامبررة حيث اسرع برفع البطاقة الحمراء بوجه لاعب منتخبنا المحترف شربل شمعون دون اية دواعي اتخاذ مثل هذا القرار فمثل طرد شمعون فاصلة تماثل البحث عن اسباب التسرع بانهاء الهجمات والتشتت الذي اصاب اللاعبين وكان قريبا من ادراك المنتخب الاندونيسي من تحقيق هدف التعادل لذلك مثلت مجريات المباراة الاولى التي خاضها لاعبو منتخبنا درسا مهما يمكــــــــنهم توظيفه للاستفادة من الثغرات والفصول التي حفلت بها المواجـــــــهة لابراز حلول ومعالجات منطــقية يستوجب ابرازها في المباريات اللاحقة ..

ويبقى منتخبنا الشبابي في اطار البطولة الاسيوية محط الترشيحات رغم ما قدمه من مستوى متباين اضافة للتعويل من جانب اللاعبين على الفرصة التي بمتناولهم ليوظفوها بانسب التوظيفات من اجل تحقيق الهدف الاسمى ببلوغ الادوار الحاسمة من البطولة وقطع تذكرة التاهل لنهائيات كاس العالم للشباب واستعادة امجاد عراقية غابت لبضعة اعوام لكنها ما زالت تمني النفس باستعادة توهج كروي غائب يعيد للاذهان الملامح التي حققها من سبقوا مجموعة اللاعبين الشباب من محافل البطولات الاسيوية لاسيما مدرب المنتخب الشبابي حينما اهدى عام 2000 كاس اسيا للشباب للشعب العراقي حينما حقق هدف الحسم بمرمى المنتخب الياباني منتصرا على منتخب الكومبيوتر مع نخبة من اللاعبين الذين برزوا فيما بعد ليكونوا عماد المنتخب الوطني مطلع الالفية ويواصلوا اشراق الكرة العراقية بمستواهم المتميز لذلك علينا تشجيع لاعبينا وعدم جعلهم محط الانتقادات كون الجولة الاولى لها تاثيراتها واجوائها الخاصة بها .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *